لندن- التحرير:
قال الحزب الشيوعي السوداني، في إشارة ذات دلالات، إنه “ظل طوال حياته السياسية ينبذ العنف قولاً وفعلاً ،لأنه يؤمن بأن شعبنا في حاجة لأحزاب سياسية تتنافس ببرامجها لصالح تنميته وتطوره، ولا يحتاج لمجموعات تتناحر باستخدام العنف والتلويح به”.
ورأى في افتتاحية نشرتها صحيفة ” الميدان” الناطقة باسم الحزب الشيوعي وتعكس دلالات مهمة، أن “هنالك قوى سياسية واجتماعية وبحكم العداء الطبقي المستحكم للحزب الشيوعي ظلت تراودها أحلام القضاء عليه وإلغائه من الخارطة السياسية السودانية، وتعاونت هذه القوى من أجل ذلك مع الاستعمار والدكتاتوريات العسكرية والمدنية لأجل هذه المهمة، وفي مقدمتهم الإسلاميين، وهي حملة مستمرة، وقد بدأت بمقالات في صحف مختلفة تطالب بحل الحزب، آخرها مطالبة أحدهم بقوله:( أنهم جربوا البعث والشيوعيين ووجدوا أن عداءهم قاتل لا يحسم إلا بالتصفية).
وأكد الحزب الشيوعي ” إن مثل تلك النداءات التي تطلق لا تفعل أكثر من أن تزيد من يطلقونها عزلة وبغضاً من جماهير شعبنا”، وأضاف أن” الحزب الشيوعي يستمد شرعيته من الشعب السوداني وإقدامه مغروسة عميقاً في المجتمع بجانب الحق الذي ناله الآن بقانون الأحزاب. وقال إن الاستعمار عمل منذ تكوين الحزب على حظر نشاطه بقانون النشاط الهدام وغيره. ولفت إلى أن ” سعي خصوم الحزب الطبقيين المعاديين لبرنامجه المنحاز للعمال والمزارعين والطبقات الكادحة لحظر النشاط القانوني للحزب في الديمقراطية الثانية، وتم حل الحزب وطرد نوابه من البرلمان، واغلقت دوره وصودرت صحيفته، وقد لجأ الحزب آنذاك للقضاء المستقل الذي حكم ببطلان القرار، إلا أن قوى اليمين أبت أن تعمل بحكم القانون واعتبرت الحكم تقريرياً دون تنفيذه، وواصل الحزب مسيرته ونضاله مع الجماهير من تحت الأرض.
وأشار إلى أن “كل الأحزاب الشمولية عملت على حظر نشاطه ومحاصرته ولكن دون جدوى، وفي عام 1971 سعى نظام مايو الديكتاتوري لتصفية الحزب من جذوره عبر حمامات دموية ولم يفلحوا، كما عمل نظام الانقاذ ( نظام الرئيس عمر البشير) على حظر الحزب و وتصفية كوادره في السجون والمعتقلات وقتل الطلاب بالرصاص الحي وتشريد عضويته من العمل وتضيق سبل العيش معتقداً بذلك أنه يعمل على تصفية الحزب ولكن هيهات”.
وأكد ” الشيوعي” أن “الحزب اليوم يمارس نشاطه ويعمل وسط الجماهير لإسقاط النظام وحلفائه، ويقاوم مع الآخرين في المعارضة انتهاكات النظام لحقوق الإنسان وتصعيد الحرب في ربوع السودان وتفتيت وحدته، وظل يرفض ويناضل ضد رهن الوطن وسيادته للقوى الإمبريالية وجعله نقطة ارتكاز للمنظومة العسكرية والاستخباراتية لأمريكا للهيمنة على شعوب المنطقة ونهب خيراتها”.
وقالت الميدان في افتتاحية تعكس موقف الحزب من تحديات تواجهه ” إن الحزب الشيوعي الذي ولد ليبقى، وهو الذي يلتزم جانب الشعب وكادحيه، لهو جدير بالبقاء، وفى صباح كل يوم جديد تزداد حدة التناقض الطبقي، تزداد في المقابل لها الحاجة الموضوعية للحزب الشيوعي”.