قال الواثق البربر الأمين العام لحزب الأمة القومي إن الإمام الصادق المهدي تمثلت فيه كل قيم الإسلام والإنسانية السمحاء، فكان عالماً جليلاً وسياسياً فذاً ورمزاً وطنياً فريداً ومنبعاً للمعرفة وكنزاً للحكمة .
وأكد البربر خلال كلمة ألقاها في تأبين الإمام الصادق المهدي بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيلة، والذي أقامته هيئة شؤون الأنصار بالجزيرة أبابا، أن البلاد تفتقد حكمة الإمام ورجاحة عقله وقدرته علي إقتراح الحلول لقضايا الوطن في هذه الظروف العصيبة من عمر الوطن الجريح وشعبه المكلوم.
وأضاف لكن عزاؤنا أنه غادرنا وترك لنا ولحزبنا ولكياننا ولوطننا كنوز من المعرفة والأفكار والرؤي التي تعالج كل القضايا إن تمسكنا بها نجونا.
ونوه البربر بعدة نقاط مهمة تمثلت في أن كيانهم الديني والسياسي يمثلان عضم الظهر للمجتمع السوداني، ولذلك فإنه تقع علي عاتقهم مسؤولية تاريخية لحماية الوطن والمحافظة علي وحدته وتماسك مجتمعه ولن يتأتى مشيرا إلى أن ذلك لن يتأتى الا بتماسك وحدتهم الداخلية ووحدة صفهم والمحافظة علي مؤسساتهم الدعوية والسياسية والإلتزام الصارم بالدستور وإتباع نهج الإمام الحقاني في إدارة اختلافاتهم ومعالجة قضاياهم وقضايا الوطن .
وتابع بالقول لذلك فإن الوجب الديني والوطني والظرف التاريخي يضع على عاتقهم قيادة وجماهير بالحزب والكيان مسؤولية تاريخية لتجاوز كافة المعوقات وتجاوز كل التحديات والعمل بمؤسساتهم لإنقاذ الوطن ولبناء حزبهم بصورة عصرية وقوية تواكب المرحلة والمستجدات وقادرة علي تحقيق تطلعات الشعب المتمثلة في الحرية والكرام، والعدالة والمساواة والسلام لاسيما وأن هذه الحرب اللعينة قد وضعت البلاد على المحك وهي تهدد وحدتها ونسيجها الإجتماعى وتسير بالوطن نحو حافة الإنهيار.
ولفت إلى أن حرب ١٥ أبريل الإجرامية أحدثت في البلاد انقسامات مجتمعية وسياسية عميقة، وأزمت الوضع في البلاد وباتت تهدد وحدتها وسلامتها وتماسك مجتمعها وامتد تأثيرها لكل أوجه الحياة، فقتلت مالا يقل عن ١٦٠ ألف مواطن ومواطنه وشردت أكثر من ١٤ مليون سوداني ويهدد الجوع الآن أكثر من ٢٥ مليون في الداخل ،مما يضعنا أمام تحد كبير لكيفية إحتواءها ومعالجة آثارها وإستعادة الاستقرار والنظام الدستوري والحكم المدني .
وأكد على أنهم حذروا من وقوعها مبكراً وعملوا حتي الساعة الأخيرة على تجنيب البلاد الانزلاق نحو الحرب بالتواصل الحثيث مع قيادتي القوات المسلحة والدعم السريع، وكان موقفهم منها منذ اليوم الأول هو رفضها وعدم الإنحياز لأي من أطرافها والسعي الحثيث للتواصل مع قيادتي الطرفين والمجتمع الدولي والإقليمي لإيقافها ومعالجة آثارها.
وأضاف بالرغم من أن أصحاب الدعاية الحربية من دعاة الردة ومشعلي الحرب يحاولون عبر ازرعهم الإعلامية وأبواقهم دمغ حزبنا بالانحياز ويسعي بعض أطرافها لشد كياننا للانحياز لأحد أطرافها يميناً ويساراً إلا أن موقفنا منها واضح وضوح الشمس لا لبس فيه ولا غموض ، فإننا ومنذ اليوم الأول اقترحنا منبر جدة التفاوضي بمبادرة من حزبنا واجتهدنا مع الطرفين لانجاح كل المساعي والمبادرات التي تهدف لإنهاء الحرب، وأستدرك لكن دعاة الحرب من فلول النظام البائد عرقلوا كل الجهود الرامية لإنهاءها وفوتوا كل فرص السلام التي لاحت وكان من الممكن أن تجنيب شعبنا مخاطر التشريد والإنتهاكات والجرائم المروعة التي أرتكبت بحقه.
وأوضح البربر أن الواجب الديني والوطني والأخلاقي اليوم هو أن يتصدوا لكل من يدعوا لاستمرار الحرب ويعمل على إعاقة جهود السلام وذلك عبر توحيد الصف المدني والضغط علي الطرفين لإيقافها ، لاسيما وأنها باتت تسير بالبلاد نحو التقسيم، مع تنامي خطابات الكراهية والعنصريةوالتوحش والدعاية الحربية السالبه، وأصبح يدفع كلفتها بصورة مباشرة المواطنين الأبرياء الذين شردتهم ونكلت بهم وضيعت كل فرص الحياة الكريمة التي كانوا يعيشونها.
وأشار إلى أن حزبهم أقترح حلولا عملية لمعالجة الأزمة برؤية واضحة تناولت الخطوات المطلوبة لمعالجة الأزمة وأهمها أن يعود الطرفين لطاولة التفاوض ، لإيقاف الحرب والعمل علي وحدة الجبهة المدنية والمضي نحو التحضير لعملية سياسية شاملة تناقش كل القضايا الرئيسية وتؤسس للتوافق على مشروع وطني شامل يضع حلول واقعية لجزور أزمات البلاد التاريخية ويؤسس لمرحلة جديدة بعقد إجتماعي جديد يتم فيها بناء سودان معافى من عذابات الحروب ومآسي الماضي، سودان يسع الجميع ويحقق تطلعاتهم .
وأضاف في هذا فإننا نعمل مع حلفائنا علي بناء أوسع جبهة مدنية لرفض الحرب شارفت خطواتها علي الإنتهاء.
وأكد البرير أن وحدة صفهم الداخلي تمثل الترياق لوحدة البلاد وسلامتها وأن الأمانة التي تركها لهم الإمام تتطلب منهم تجاوز أي نوع من أشكال الإختلاف ، وتوحيد جهودهم متمسكين بالالتزام بقرارات مؤسساتهم والعمل بنهج التشاور والتكامل لإدارة المرحلة الانتقالية في حزبهم بالحكمة المطلوبه والالتزام المؤسسي والدستور.