يالفجيعة …ياللفقد !

يالفجيعة …ياللفقد !
  • 24 يناير 2025
  • لا توجد تعليقات

عبدالرحمن الأمين

رحم الله الدكتور الباقر العفيف مختار الرجل الوطن والقامة الفكرية السامقة .
الباقر الثورة ، الرجل الوفي والمُحب للسودان وكل أهله .
رحم الله المناضل الجسور الذي ورث من اسمه النصيب الأوفر فكان عفيف خُلق ولسان وبقي شامخاً في منصة عالية ترفعت دوما عن بذاءات خصومه .
أعزي بدمع هتون كل من هزّه هذا الفراق الموجع ، في هذا الظرف الوطني الذي نحتاج فيه لخيال الباقر وحكمة امثاله . وأخص ، بدءاً ، أسرة بيته وشقيقاته واهل بيته الكبير الذي كان لهم الاب الحنون والام الرؤوم . واعزي كل شرفاء بلادنا في فجيعة حاقت بنا ، لكنها كانت للفارس الصنديد موعداً إنتظره بإيمان وتوكل غير هيّاب . فمنذ أول جراحة له في مشفي جون هوبكنز بولاية ميريلاند في 17 ديسمبر 2019 – كانت رزنامة الثورة تحت مخدته ! فللمصادفة ، سبقت الجراحة انطلاق ثورة ديسمبر المجيدة في السودان بيوم واحد فقط ! لذا وبمجرد مغادرته لمستشفي جون هوبكنز ورغم العملية الجراحية المعقدة التي أجراها لإزالة أورام من البنكرياس ، حتي عصي الأوامر الطبية بالبقاء للنقاهة بضعة شهور ، فتفاجئ به الناس ، رغم جراحته وحالته الصحية، يشاركهم الخيام والمايكروفونات في ميدان الاعتصام بالقبادة !
كانت للباقر بوصلة غريبة ، لا تعترف بأن للكون اربعة جهات . فمغناطيس بوصلته لا يشده من الأمكنة سوي السودان ويظل متسمراً علي السودان مهما تزحزح وأينما كان .
كانت الثورة وإقتلاع نظام الإنقاذ الفاسد هي خلاصة أمنياته لذا نذر سنوات عديدة من عمره منهمكاً في الأسفار وشد الرحال لحشد الآخرين ، ولتنظيم الصفوف ، ولحل الإشكاليات وبلورة المرئيات عبر الورش والسمنارات والندوات حتي انبلج النصر من عتمة ليل الانتظار الذي امتد لثلاثين عاماً !!!
قبل 8 أشهر ( يوم 6 يونيو 2024 ) نشر مرثية بالسجع الدارج ينعي شقيقه الاصغر ، جمال ، الذي إكتشف ، بالصدفة ، انتشار الداء الخبيث في بدنه فغادر بفجائية دنيانا خلال اسابيع قلائل.
كتب الاخ الأكبر المتصبر علي ذات المحنة، فقال :
( وداعاً شقيقنا الصغير جمال …
الله يصطفيك مع الصالحين الاخيار ..
ويجعل البركة في احبابك الكتار….
ويعيننا علي تحمل فراقك الحار ….)
الباقر
واليوم يردد عشرات الالاف ممن لهم صلة بفقيد بلادنا الرمز ذات الدعاء …
رحمك الله أيها الصديق الفذ .فقد كنت فينا إلهاماً ، وعنيت لكل من عرفك شيئاً مختلفاً .
تقبلك الله قبولاً حسناً وأكرم مثواك برحمة واسعة تتنزل عليك فتحيل قبرك لروضة من رياض الجنة .
إنا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*