خطاب البرهان ومناحة الكيزان

خطاب البرهان ومناحة الكيزان
  • 11 فبراير 2025
  • لا توجد تعليقات

رشا عوض

معسكر الحرب ليس كتلة متماسكة، لانها في الاساس حرب صراع على السلطة.
مشروع البرهان هو دكتاتورية عسكرية تقليدية بقيادته هو تكون اليد العليا فيها للجيش وتحديدا للجنرالات الموالين له، اكسجين الحياة لحلم البرهان هو بعض دول الاقليم وعلى رأسها مصر التي لم ولن تدخر جهدا في سبيل سيطرة الجيش بصورة مطلقة على الحياة السياسية في السودان عبر جنرالاتها هي ( جنرالات مصر ) اذ ان اكبر منافس لنفوذ الكيزان في الجيش هو النفوذ المصري الذي اصبح له دوائره حتى وسط الجنرالات الاسلاميين.
نجاح مشروع البرهان كان وما زال في حاجة لقوة عسكرية ضاربة تتحدى قوة الكيزان العسكرية داخل وخارج الجيش، بالامس كانت هذه القوة الدعم السريع، ولكن ماذا عن الان وغدا؟ هل ستكون قوات درع السودان؟ ام القوات المشتركة؟
من السابق لاوانه الاجابة عن هذا السؤال لان الحرب لم تنته بعد وبالتالي كل الموازين العسكرية على قيد التبدلات والمفاجآت.
مناحات الكيزان التي اعقبت خطاب البرهان مفهومة جدا، فهم اشعلوا هذه الحرب خصيصا لاسترداد فردوسهم المفقود وهو السلطة، استرداده كاملا غير منقوص ودون قيد او شرط ، وهم الان ارسلوا جنرالاتهم الثقاة الى الدوحة لتجهيزهم لخلافة البرهان الذي لم تكف وسائطهم الاعلامية عن مهاجمته منذ بداية الحرب وتحميله مسؤولية كل ما حدث وتكرار عبارة مفتاحية بشكل منهجي في الخطاب البلبوسي وهي ” ضرورة الفصل بين الجيش وقيادة الجيش” اذ ان الجيش لديهم فيه استثمارات تمكينية ضخمة على مدى ثلاثين عاما ويريدون استغلالها في العودة الى الحكم، ولكن البرهان الذي تستبد به رغبة جارفة في السلطة هو عقبة في طريقهم! لذلك لم تتوقف التعبئة ضد البرهان منذ بداية الحرب، مما يؤكد طبيعتها كصراع سلطة لا حرب كرامة وطنية، دائما اثناء الحروب الوطنية يكون هناك حرصا مبالغا فيه على الاصطفاف خلف القيادة وتمجيدها فليس من تقاليد الحروب التي تخوضها الجيوش النظامية تسفيه قيادة الجيش اثناء الحرب! ولكن الكيزان فعلوا ذلك مع البرهان لا لسبب سوى التنافس المحموم بينهما على السلطة.
هل يستطيع البرهان اقامة دكتاتورية تقصي الكيزان بالكامل او تهمش دورهم ؟
من الصعب بل من المستحيل ان ينجح في ذلك الا اذا كسر شوكتهم العسكرية داخل وخارج الجيش ، وهذا يحتاج الى سند اقليمي ودولي كبير فضلا عن حلف عسكري قوي في الداخل.
اهم سؤال يتوقف على اجابته اي تصور موضوعي لمصير مشروع البرهان السياسي هو: ما حجم القوة العسكرية التي ما زالت في ايدي الكيزان؟ وهل هي في زيادة ام نقصان؟
المهم ليس مصير مشروع البرهان، بل مصير السودان الذي بات رهينا لهذه البنادق المتصارعة على السلطة ، والمصيبة حتى بنادق الخندق الواحد متشاكسة ومتنافسة .

الوسوم رشا-عوض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*