الدرديري ولعبة البرهان مع الكيزان !!
![الدرديري ولعبة البرهان مع الكيزان !!](https://www.alttahrer.com/wp-content/uploads/2023/11/مرتضى-الغالي1.jpg)
والله العظيم وكتابه الكريم (مُقسماً غير حانث) لم أر أو أقرأ شيئاً (أمعن في الضلال) من مقال للدكتور “الدرديري محمد أحمد” تم نشره بالأمس في صحيفة “سودانايل” الغراء؛ حيث أنه بدا وكأنه يتحدث من داخل (كهوف المايا) المهجورة التي لا يصل إليها إنس ولا جان..ولا يدخلها شعاع من نور الحقيقة..! إنما هي ترّهات وتخرّصات قد يكفيك منها أنه يقول إن كل من يتجاهل أو يعادي جماعته (جماعة الإنقاذ) سيورده الله مورد الهلاك..!
انه يخاطب البرهان ويقول له: انه إذا تخليت عن الكيزان سيكون مصيرك مصير
(مصارع القوم) الذين تخلّوا قبلك عن الاخونجية ..!
وهو لا يقول الإنقاذيين إنما يقول (الإسلاميين)..وهذه تسمية باطلة من أساسها.. كشفنا خطلها ولولوتها آنفاَ (بالورقة والقلم)..وقلنا إن جمهرة السودانيين الغالبة هي من (الإسلاميين غير الإنقاذيين)..فماذا يعني بالإسلاميين في السودان..؟!رحلات السودان
هل يعني جماعته التي خرّبت الوطن وانتهكت المحارم وقطعت رءوس الأبرياء وجاءت بانقلاب البرهان الذي يسخر منه الدرديري الآن..وأشعلت هذه الحرب الفاجرة وانتهى السودان (إلى ما انتهى إليه) بسبب انقلاب جماعته وإشعال حرب جاهلية من اجل السلطة والعودة للاستبداد والغطرسة والمتاجرة بالدين وعالم الفساد و(الكهنوت والنهبوت) وسرقة الموارد..ودنيا اليخوت وأحذية الذهب والـ99 قطعة سكنية و(دلع العيال)..!
ثم يضرب الدرديري الأمثلة التي يؤكد فيها هلاك من يعادي جماعته الكيزان..! ومثاله الأول أن جعفر نميري عندما أراد أن يتخلّى عن الكيزان وقام باعتقال مستشاره الترابي جاءت القاصمة عليه بثورة ابريل التي كان سبب نجاحها مشاركة الكيزان فيها..!
ويقول في مثاله الثاني أن المخلوع البشير عندما أراد أن يتخلّى عن الكيزان ويحتفظ بمسافة واحدة من جميع الأحزاب تصاعدت الانتفاضة الشعبية ضده بسبب انضمام الكيزان إليها..!!
إذا كان الأمر كذلك لماذا هرب قادة الكيزان وكوادرهم في أيام الثورة ودخلوا بلحاهم إلى (أخمام الدجاج)..!
(لاحظ إن ثورة ديسمبر عندما اشتعلت وأسقطت سلطة الإنقاذ كان المخلوع البشير في القصر الجمهوري..وكان الدرديري وزيراً للخارجية حتى آخر يوم من سقوط نظام الكيزان)..!رحلات السودان
وقد كان الدرديري أيضاً أميناً للعلاقات الخارجية في حزب الكيزان الأثيم المقبور..!
هل هناك من التبجّح ما هو أبعد غوراً من ذلك..؟!
يرى الدرديري أن البرهان تنكّر للكيزان..ولهذا فهو (بين الهالكين) لأن الدرديري يقول أن الشعب هم الكيزان والكيزان هم الشعب.. ويورد أسماء (6 أشخاص) ويقول إنهم ليسوا من الكيزان ولكنهم يصطفون مع الإنقاذ ومع الحرب..وهو بذلك يعطي دليلاً حسابيا قاطعاً مشفوعاً بعلم المنطق و(علم الزايرجة) على أن الشعب هم الكيزان والكيزان هم الشعب..!
بقية مقال الدرديري تهديدٌ وتلويح بمن يقف في وجه جماعته الكيزان..وهو يظن انه يخيف الناس..! بل يقول إن من أراد أن يعتبر ما قاله تهديداً ووعيداً..فليكن كذلك!
هل مثل هذه الكلام شيء جديد على الكيزان..لا والله ..إنما ما قاله الرجل هو النموذج الأكمل للضلال في أكثر صور الضلال وضوحاً وتبرّجاً أمام أضواء الحقيقة الماثلة لموقف السودانيين من الكيزان..! وهو موقف يقوم على خبرة السودانيين مع الاخونجية طوال ثلاثين عاماً من عهد الإنقاذ الأغبر، ثم خلال الخمس أعوام الماضية التي اكتملت بخراب السودان وخروج 14 مليون من أهله إلى اللجوء والنزوح وكان نصيب البقية الموت والقهر والجوع والتعذيب والتشرّد..!
هؤلاء قوة مجرمون هم وبرهانهم وجنرالاتهم ومليشياتهم..وإذا كان الدرديري وزيرا لخارجية الإنقاذ حتى اليوم الأخير لسقوطها..فضد مَن كانت الثورة..؟؟
الدرديري جعل عنوان مقاله: (البرهان: جدل الشرعية وغياب المشروع) وهو غاضب من حديث البرهان الأخير عن جماعة الكيزان؛ وهذا حديث لا جدوى منه ولا قيمة له كما لا جدوى من البرهان ولا قيمة له ولا لما يقول..إنما هي من (ألعاب الملوص) المعهودة التي يمارسها ويتبادل فيها الأدوار مع الكيزان..!
الآن يتحدث الدرديري عن (الشرعية) وعن (غياب المشروع)..! ألم يخطر بباله إلا الآن شرعية أو عدم شرعية انقلاب البرهان.. وأنه لا يمتلك مشروعاً مثل مشروع الكيزان (الحضاري)..!!
ثم يقول الدرديري أن الكيزان لا يريدون المشاركة في السلطة ولا يحرصون عليها..! ويتحدث عما يسميه (تعاطف الكيزان وتراحمهم وتوادهم و مع الشعب).. نعم ما اشد هذا التعاطف الذي يتم بالقتل والسحل والتهجير والتشريد والنهب وتوظيف بعض المشوهين لممارسة اغتصاب الرجال والنساء..ثم تجاهل قتل مئات الآلاف في دارفور واكتفاء المخلوع البشير بالاعتراف (بقتل 10 ألف فقط منهم بغير جريرة)..وطرد 300 ألف مواطن من الخدمة ومن الحياة..وتعيين الدرديري وزيراً للخارجية..!
بالله عليكم هل رأيتم ضلالاً أوخم من هذا الضلال..؟! الله لا كسّبكم .!