الجلابية والتوب.. هل يصمدان؟

الجلابية والتوب.. هل يصمدان؟
  • 03 مارس 2025
  • لا توجد تعليقات

أنور محمدين

توقفت سيارتنا عند إشارة مرورية في مدينتنا سياتل الأمريكية فنبهت رفيقي ليتأمل السيدة التي تعبر الشارع أمامنا وتقود طفلها فقلنا معا:
إنها اثيوبية
زيها المميز المائل للصفرة بتفاصيله هوية.
وانداح حديثنا ممتدا لأزياء الصوماليات والهنديات والباكستانيات التي يتمخطرن بها في آفاق الأرض باعتزاز.
وحكيت له كيف صدح المايكرفون الداخلي في مطار الدوحة برحلة كولمبو وتوجهت السريلانكيات بزيهن الزاهي الأنيق للطائرة غير أني افتقدت التوب المهفهف شاملا في طائرتنا المتجهة للخرطوم، كما أروم.

*** خلال إحدى محاضراته الثرية قال البروف الطيب حاج عطية أستاذ الإعلام في جامعة الخرطوم، مدير سونا لاحقا:
تأملوا مشاهد احتفالات الاستقلال ورفع العلم وقارنوها بالحشود الحديثة ستجدون في الأولى سيادة الجلابية والطاقية والعمة فيما تتراجع حديثا بفعل التأثر بالإعلام والسير في ركاب الأقوى الأمر الذي يتجه بنا وبالعالم للعولمة مظهرا ومخبرا تدريجيا.

***إزاء هذه القضية الوطنية عالية الأهمية تصطرع داخلي تساؤلات عدة، منها:
.. لماذا يرتدي رؤساؤنا ودبلوماسيونا في المحافل الرسمية العباءة المجلوبة وقد فتحت عيوننا على آبائنا وعلى كتوفهم الشال في المناسبات المهمة بينما الرئيس الهندي يحرص على زيه القومي خلال قمم الدول الكبرى؟
.. لماذا لا نلبس الزي القومي جميعا كما السعوديون مثلا؟
.. لماذا لا ترتدى السودانيات التوب الذي استنته الكنداكة في الخارج مثل الاثيوبيات والصوماليات اللائي يجبن شوارع أوروبا وأمريكا ومكاتبها بأزيائهن المميزة في فخار؟
.. كيف ينام بعض شبابنا في ارتياح وأحزمة البناطلين تحاصر خصورهم ولم؟
.. هل نحن حرصاء على إلباس براعمنا النضيرة من الجنسين زينا الجميل؟
.. هل وصل الاستلاب الثقافي حد أن نحيي شخصا بمقولة نرفع له القبعة ” الأجنبية ” بدل عبارة نرفع له الطاقية والعمة اعتزازا به وإعزازا له؟
.. إن فرطنا إزاء الجلابية والعمة والتوب والطرحة، المكتسبة من غور التاريخ، الملائمة لطقسنا، المتصالحة مع بيئتنا، المتماهية مع أذواقنا، المميزة لنا بالخارج وهي من أهم مفردات هويتنا وتراثنا كيف نستغرب انصراف حفدتنا عنها في بلدي يا حبوب يا أبو جلابية وتوب؟
وبعد:
الزول بفتخر يباهي بال عنده

أتروني الكبريت الأحمر أطلبه؟!

***لمسة لغوية

معشر: جماعة، كأن نقول معشر المعلمين
عشرة: الصحبة والألفة
بذا لا يصح القول في مدح شخص طيب المعشر
الصواب
طيب العشرة، أو جميل العشرة ..

** صوما رضيا وفطورا هنيا

الوسوم أنور-محمدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*