لهن في يومهن

قرابة السنتين والنساء السودانيات، أرقام تتصاعد في أعداد الضحايا، خمس صحفيات من جملة 23 شهيدًا وشهيدة من مهنة الصحافة، ومختلف المهن وربات البيوت، هن الأكثر حملن للمسؤولية في النزوح من مدنهم مع أطفالهن، أما اللجوء إلى خارج السودان فهن يواجهن مصاعب الحياة في الغربة، في دول الجوار السوداني.
في مدن النزوح الجيش الأبيض من الطبيبات والممرضات، بذلن جهدهن في معالجة المرضى والمصابين، في مستشفى (النو) بحي الثورة الأمدرماني، قمن بتضميد جراح المصابين في الحرب اللعينة.
في الجارة مصر بحثت السودانيات عن فرص عمل لتوفير دخل الأسرة، بازارات أسبوعية تشاهدهن يعرضن أعمالهن المتعددة من أغذية ومخبوزات، وعطور سودانية تقليدية في عبوات فاخرة، وملبوسات سودانية نسائية ورجالية، أخريات افتتحن مخابز للخبز السوداني، معلمات أمسكن بالطباشير يعلمن التلميذات والتلاميذ.
في يومهن تمر ذكرى رحيل شخصيتين من النساء العظيمات، تنزلت عليهن شآبيب الرحمة، الأولى المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان، منال عوض خوجلي، صاحبة رحلة حقوقية طويلة في الدفاع عن المظلومين من القوانين الجائرة إبان نظام البشير والإخوان المسلمين في السودان، منال تجدها منتصف الليل في قسم شرطة تطالب بإطلاق سراح ناشطة بالضمان، وصباحًا تجلجل ساحات المحاكم بمرافعتها، ساندت أهل مهنة المتاعب كثيرًا، رحلت في المكسيك بعد مكابدة المرض في رحلة طويلة.
الثانية الراحلة الأستاذة سهير عوض شريف، عادت إلى السودان بعد سقوط البشير، لم تمكث في الخرطوم إلا قليلًا، توجهت ومنظمتها الخيرية نحو (كادوقلي)، لتوفير مياه الشرب النظيفة، وإنشاء المدارس لتوفير فرص تعليم للأطفال، حتى لا يكونوا وقود للحركات المسلحة، وكي لا يصعد (حميدتي) جديد، تلتقطه أرحام حكام عسكريين لحمايتهم، سهير القيادية في الجالية السودانية ببريطانيا والأنصارية، لم تدخر جهدًا في مساعدة اللاجئين.
بلادنا لم تعتلي فيها السلطة امرأة، ولو كانت في قيادتها سيدة، لما انزلقت إلى أتون الحروب المدمرة، ولتوفرت التنمية المستدامة العادلة، ولانخفضت معدلات الفساد، التحية لهن في يومهن وهن يواصلن النضال ومكابدة إصلاح ما أفسده الرجال، يقمن بالتربية ومراجعة دروس الأطفال، وصنع الطعام وحفظ القيم الأصيلة في نزوحهن ولجؤهن.