هل يسعى ترمب للضغط على مصر من بوابة قناة السويس؟.. ترمب يطالب بالسماح للسفن العسكرية والتجارية الأميركية المرور من قناتي بنما و السويس مجانا

رأى الرئيس دونالد ترمب أنه يجب السماح للسفن العسكرية والتجارية الأميركية بالمرور بدون دفع رسوم (مجانا) عبر قناتي السويس وبنما.
ووفقا لما جاء في منشوره على منصة ” تروث سوشال” قال “طلبت من وزير الخارجية ماركو روبيو أن يتولى هذا الأمر فورا”.
واضاف “قناتا بنما والسويس ما كان لهما أن توجدا لو لا الولايات المتحدة”.
وتاتي قنبلة ترامب الجدبدة بعد سلسلة قنابل وأزمات فجرها بعد دخوله البيت الأبيض في ولاية ثانية، وكان قال إنه يسعى إلى ” شراء غزة” والسيطرة عليها ، ثم فجر أزمة الرسوم الجمركية التي أشعلت حربا تجارية في العالم وخصوصا بين أميركا والصين، وقد واجهته بكين باجراءات مضادة برفع نسب رسوم جمركية على واردات أميركية، ما دفعه للتصريح بانه يسعى لاتفاق مع الصين. .
اللافت أن ترمب يريد مرور سفن أميركية مجانا في وقت فرض فيه رسوما جمركية مرتفعة على واردات دول عدة وشمل ذلك حلفاءه الأوروبيين .
و يتوقع أن يثير كلام ترمب الجديد غضبا مصريا، إذ تلعب القناة دورا مهما في دعم الاقتصاد المصري، ولا يُستبعد أن يحمل حديث ترمب بشان قناة السويس والمرور المجاني للسفن الاميركية رسالة إلى مصر.
معلوم أن مصر من أهم حلفاء واشنطن في العالم العربي، لكن ترمب أصيب بخيبة أمل كبيرة، حينما رفض الرئيس المصري سعيه إلى تهجير الفلسطينيين.
وجاء الرفض المصري على مستوى الرئاسة ، وبشكل علني، على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي، إذ قال إن تهجير الفلسطينيين “ظلم” ، وأن بلاده لن تشارك فيه، ولا يُستبعد أن يكون ترمب أراد توجيه رسالة إزعاج وغضب إلى القاهرة التي تشدد على حقوق الفلسطينيين و” حل الدولتين ( اسرائيلية وفلسطينية) لإنهاء الصراع الدموي والاحتلال.
أهمية قناة السويس الجغرافية
وفقا لـ ” الموسوعة المصرية” فان قناة السويس هي ممر مائي على مستوى سطح البحر من صنع الإنسان، يصل البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، تقع في مصر، وتمتد من الشمال إلى الجنوب عبر برزخ السويس لتقع بين ميناء بورسعيد وخليج السويس.
أهمية قناة السويس الجغرافية تتضح في أنها تربط قارتي آسيا وأفريقيا وتوفر أقصر ممر بحري بين دول أوروبا والدول الواقعة حول المحيط الهندي وغرب المحيط الهادئ، وتمتاز بأنها واحدة من أهم ممرات الشحن في العالم وأكثرها استخدامًا.
وجاء في الموسوعة أن بناء القناة استغرق عشر سنوات، وتم افتتاحها في 17 نوفمبر عام 1869، وهي مملوكة من قبل هيئة قناة السويس، ويمر عبر قناة السويس 12٪ من حركة التجارة العالمية.
تمتد قناة السويس 120 ميلًا/ 193 كيلومترًا من مدينة بورسعيد المصرية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط إلى مدينة السويس، وعند افتتاح قناة السويس كانت بعمق 8 أمتار، أما عرضها بكان 22 مترًا من الجزء السفلي، وبين 61 إلى 91 مترًا على السطح، ومن ثم تم بناء خلجان في كل 8 إلى 10 كيلومترات للسماح للسفن بالمرور بسهولة في حال ازدياد عددها.
وتوجد في منطقة قناة السويس ثلاثة منخفضات ضحلة مملوءة بالمياه هي؛ بحيرة المنزلة، وبحيرة التمساح، وبحيرة المرة الكبرى.
قناة السويس صالحة للملاحة ومحاطة بالأضواء والعوامات العاكسة التي تساعد في حركة السفن ليلًا.
وضفاف القناة مصممة بطريقة تحميها من الانجراف والأمواج التي تتشكل بسبب عبور السفن، فهي مصنوعة من الحجارة الصلبة وصفائح فولاذية تتوافق مع طبيعة التربة الموجودة في كل مناطق القناة.
أهمية القناة لمصر والعالم
تتمتع قناة السويس بأهمية كبيرة على المستوى الدولي، لأنها هي أقصر طريق يربط الشرق بالغرب، ما يؤدي إلى تقليل تكاليف ووقت الشحن.
وجاء في “الموسوعة المصرية” أن قناة السويس تعد أطول قناة في العالم .، وتتيح قناة السويس للسفن العبور من خلالها ليلًا نهارًا.
تمتاز القناة بأنها مرنة، يمكن توسيعها وزيادة عمقها لمواكبة التطور غي أحجام السفن وأوزان أحمالها.
والقناة قادرة على استيعاب ناقلة النفط العملاقة وتوفر إمكانية الشحن بين أوروبا وآسيا بسرعة أكبر وبطريقة أسهل دون الحاجة إلى الإبحار حول قارة أفريقيا، ما جعل منها الممر المائي الأكثر حيوية للتجارة الدولية.