جملة مفيدة

مجلس الهلال يتمنع بعد أن هدأت العاصفة واستراحت النفوس من تلك(الزعلة) التي اجتاحت نفوس الأهلة إثر الخروج الموجع من مربع التنافس الأفريقي على يد الأهلي المصري المنكسر الذي تجرع من ذات كاس التعالي الجماهيري والإعلامي والمكر الإداري وأياديه الطويلة تحت طاولات الكاف، وغادر سباق البطولة وهو المتأهل على حساب الهلال الذي كان الأحق بالصمود والصعود لمقابلة الصن لكنها حظوظ الأزرق العنيدة التي كم نسفت بتطلعاتنا، فضلاً عن بعض الإخفاقات الفنية والإدارية التي صحبت مسيرة الأزرق ولعل أبرزها حاجة الفريق لهداف صندوق وصانع لعب ومدافع صمام أمان وأضيف إليها مؤخرا طرف يسار بعد تراجع الموريتاني خاديم دياو الذي لم تبق من سيرته الأولى غير شعيرات شقراء وسروال مكفكف.
أما القصور الإداري الأكبر فإنه يتمثل عندي في غياب المعد النفسي الذي لايقل أهمية في نظر خبراء الإدارة في الأندية الكبرى عن المدرب ولا مدير الكرة ولا مدرب اللياقة. فالمعد النفسي هو الذي يتوج كل الجهود الفنية والإدارية من جرعات فنية ومعسكرات وسبل راحة وغذاء بتأهيل اللاعب لمرحلة الاستيعاب التام لما له وما عليه مما يعينه على تجاوز أي مخاوف أو رهبة قبل المباراة وخلالها. والمعد النفسي هو الذي يبث الطاقة الإيجابية في اللاعب إذا حاصرته المخاوف وتنازعته الشكوك، فيدخل الميدان وهو في كامل الجاهزية لتقديم أفضل أداء فردي أو جماعي وتتويج كل هذه الجهود بأداء متوازن وجهد وافر يقود لنتائج ترضي التطلعات وتقود للمنصات.
ولعل من أكبر مآخذنا على المجلس حالة الطناش التي يقابل بها أعظم مبادرة في 2025 والتي أطلقها الزميل الرشيد علي عمر وحملت اسم دولار الهلال. وهي مبادرة نوعية شبيهة بمبادرات هلالية جادة وصادقة قدمها عشاق الهلال ومريديه لكنها لم تجد التفاعل المطلوب من المجالس السابقة ولا المجلس الحالي ولعل في ذلك منقصة في الفهم الإداري وسلوك يباعد بين المجلس وتفاعل القاعدة الجماهيرية.
فإن كان الإداريون والرأسمالية ينفرون من هذه المبادرات الذكية بتحريض من بعض المقربين والإعلاميين فإنهم بذلك يكرسون لسلطة الرجل الواحد أو الرجلين والثلاثة، ولعل هذه التجارب تعطلت بمرور الزمن وتراجعت رغم ما حققته من نجاحات وما بذله هؤلاء الرجال من مال وجهد، لأن إمكانات الشخص الواحد ومزاجه وظروفه مهما صمدت مصيرها أن تتراجع مع تقلبات الحياة وتغير القناعات.
فصاحب المال يمكن أن يكون سخيا مجوادا لكنه لن يسلم من النقد وربما الإساءة مع أول هزيمة أو خروج للفريق من منافسة كبيرة عندها سيواجه بالحملات المضادة فيغضب ويرحل متهما أنصار النادي بالجحود والنكران.
ومع تقديرنا التام لمايبذله رجال المجلس من جهد ومال ولا نريد أن نخصص، فليتنا نرتقي لقناعات العمل التشاركي باستيعاب جهود الأهلة في مشارق الأرض ومغاربها وتمكينهم من حمل الشيلة مع رجال المال، لأن المشجع البسيط حينما يساهم بدولار واحد في الشهر يشعر أنه شخص إيجابي فاعل ومتفاعل. وكلما دفع دولاره الشهري زادت قناعاته بأنه مساهم في الانتصارات وهذا يعزز فيه قيمة الانتماء ويزيد شعوره بأنه إضافة لهلاله وليس خصما عليه مما يدفعه للمزيد من المساهمة المادية والفكرية.
وأكاد أجزم أن أصحاب المال في الهلال وغيره تسعدهم مشاركة الآخرين فصاحب العرس يسعد بمشاركتك له فرحه ورقيصك وهجيجك طوال الحفلة لكنه إن نسى هذا الهجيج فلن ينسى أبدا أن غيرك دس جنيهاً في كشف العرس أو جدع شوال السكر في المخزن أو دفع بالخروف امام سكينة الجزار وسط زغاريد الأمهات والأخوات. بل حتى في الأتراح تقدر من يحمل عنك هموم الصرف على ديوان العزاء أكثر ممن يزرف الدموع ويتلوى من الحزن على فقدك وفقده.
أفسحوا المجال لشعب الهلال لكي يقول كلمته ويجود بالدولار الحار.. ولانريد منكم هنا غير سطرين ترحيب بالمبادرة في الصفحة الرئيسية للنادي ودعوة للمشاركة والدعم عبر الصحف الزرقاء والمنصات الهلالية الكثيرة التي تتابع وتهتم بالشأن الهلالي، وألا تلتفتوا للمثبطين وأصحاب المصالح والنظرة الضيقة الذين يشغلون أنفسهم ويشغلونكم معهم بمن وراء المبادرة ومن يؤيدها ومن يعارضها، وعلينا أن نسمو عن هذه الصغائر حتى لانظل نلف صينية بين البطولات الأفريقية ونقبع في بحور الهزائم والخروج المر من كل المنافسات.
للمرة الثانية تطلق مهيرات تنظيم الهلال يجمعنا بالعاصمة السعودية الرياض مبادرتهن الخيرية تحت شعار (بقلوبنا ندفيهم) وينجحن في إرسال ملابس ومواد غذائية للمحتاجين في مدن بلدنا المنكوب.
مهيرات الهلال في الرياض يثبتن كل يوم أنهن مهيرات فاعلات مفيدات يتفاعلن مع هموم بلدهن واحتياجات أهلهن ويثبتن أكثر ان الهلال مؤسسة تربوية ومنظومة أخلاقية يبث شعبها الخير، والسماحة، والكرم، والمروءة.
شكرا أخوات إشراقة بلال بنات الهلال سمحات النفوس طيبات الخصال.
جملة أخيرة: من يعشق فنون كرة القدم فليشجع البارشا، ومن تستهويه دموع الهزائم فليكتفي بالجلوس مع عطالة نواكشوط الموريتانية بت خالة مدريد الإسبانية.