رصد- التحرير:
شاع استخدام مشروبات القوة المحتوية على الكيتون منذ سنوات بين الرياضيين باعتباره مادة قادرة على تحسين أدائهم العضلي. فالكيتون يتدخل في عملية الاستقلاب في الجسم، ويزود الجسم بطاقة تزيد عن الطاقة التي توفرها الدهون والكربوهيدرات.
ورغم الموقف المتردد للعلم من فائدة ومضار الكيتون يبدو أن مركبات الكيتون في الجسم قادرة أيضاً على خفض مستوى السكري في الدم. فهي مصدر طاقة للجسم يحرر في الجسم طاقة تزيد عن الطاقة التي يوفرها السكر بنسبة28%.
الباحث جوناثان ليتل من جامعة كولومبيا البريطانية في كيلونا(كندا) أخضع الكيتون للتجارب على بشر يتمتعون بصحة جيدة. وقسم فريق العمل المتطوعين العشرين في مجموعتين، إحداهما لاختبار الكيتون والثانية للمقارنة.
وجعل العلماء المتطوعين يصومون عن الطعام لفترة 10 ساعات، ثم منحوا المجموعة الأولى مشروبات القوة المحتوية على الكيتون، ومنحوا المجموعة الثانية مشروبات لا تحتوي على الكيتون (علاج كاذب). وبعد30 دقيقة، منح العلماء أفراد المجموعتين سائلاً محلى بالسكر يحتوي على 75 غم من السكر.
عمد فريق العمل بعد ذلك إلى قياس مستوى الغلوكوز في دماء المتطوعين طوال 2,5 ساعة اعقبت تناول السائل المحلى، وبمعدل مرة كل 30 دقيقة.
وكانت النتيجة ان مستوى الغلوكوز في دماء أفراد مجموعة الكيتون انخفض بشكل ظاهر عن مستواه في دماء مجموعة العلاج الكاذب(البلاسيبو). كما أصبحت نسبة السكر في الدم أكثر ثباتاً، وأقل تأرجحاً بين صعود ونزول، بتأثير الكيتون.
الكيتون أوقف ارتفاع سكري الدم
من المعتاد بعد هذا الصوم، وبعد تناول السائل السكري المركز، ان يرتفع معدل الغلوكوز في الدم. ولكن هذا لم يحدث في دماء المتطوعين في المجموعة التي تعاطت مشروب القوة المحتوي على الكيتون.
وتوصل العلماء إلى استنتاج مفاده ان الكيتون يساعد في تنظيم سكري الدم عند الناس الاعتياديين وعند المعانين من السكري أيضاً.
وكتب ليتل في مجلة” جورنال اوف فيسيولوجي” ان تأثير الكيتون الخافض لمستوى السكري واضح، وان كمية قليلة منه في المشروب تكفي لتأدية هذه الوظيفة، إلا أن آلية هذا التأثير غير معروفة لهم بعد. وبرأيه، ويمكن من الآن فصاعداً اعتبار مشروبات القوة المحتوية على الكيتون غذاء تكميلياً للمصابين بداء السكري-2.
ومعروف ان الجسم يستمد الطاقة الخارجية من الكربوهيدرات والدهون، ولكنه يضطر لحرق مخزون الجسم من الشحوم عند الصوم عن تناول هذين المصدرين. وما يحدث هو ان الكبد يبدأ بفرز ما يسمى الأجسام الكيتونية التي تساعد اعضاء الجسم المختلفة على تحرير انزيم Acetyl-CoA الحامل للطاقة والكفيل بحرق دهون الجسم. وهذا ما يحصل أثناء الصيام أو عند تحول الإنسان من التغذية المعتادة إلى الحمية القليلة السكر.
مشروب واعد للسكريين والبدناء
ويعتقد جوناثان ليتل ان مشروب القوة المحتوي على مركبات الكيتون يمكن أن يساعد مرضى السكري-2 على تنظيم مستوى الغلوكوز في الدم، وبالتالي تقليل الاعتماد على العقاقير والانسولين. ولأن البدناء أكثر عرضة للسكري من غيرهم، يمكن لمشروبات الكيتون ان تعينهم على خفض أوزانهم وتقليل مخاطر السكري في آن واحد.
وطبيعي، فإن الكيتون معروف كمادة مضادة للالتهابات، وهذا يعني ان تعاطي المشروبات المحتوية عليه سيحسن الصحة العامة للبشر، وخصوصاً عند مرضى السكري والسمنة.
والكيتون مركب عضوي يحتوي على مجموعة كربونلية وظيفية تتصل بذرتي كربون ومركبات عضوية أخرى. وأبسط أنواع الكيتون هو الاسيتون، ولكن النوع البسيط الآخر منه هو البنزوفينول. وهو مركبات تعوض عن الكربوهيدرات عموماً وتزود الجسم بالطاقة وتنشط عملية الاستقلاب في الجسم وترفع الكفاءة الرياضية، كما انها مضادة للإلتهابات وتقلل الاجهاد التأكسدي الناجم عن ممارسة الرياضات الشديدة.
الجدير بالذكر أن دراسات سابقة على الكيتون أجريت عن طريق زرقه بنسبة ضئيلة في الدم مباشرة عبر الوريد. وكانت النتائج مشجعة أيضاً من ناحية تأثيره الخافض لمستوى السكر في الدم.
المصدر: إيلاف