(1 )
الشيخ الجليل البروفسير محمد عثمان صالح اصبح اسما في حياتنا فهو متحرك في صعد مختلفة له فيها علم وإدراك لقد رأيته في برنامج شباب (توكشو) في القناة الإلمانية ذلك البرنامج الذي أقام دنيا السودان ولم يقعدها وهو يأخذ ويرد مع فتيات في عمر حفيداته وقد أكبرت فيه هذا المشهد فهو لم ينفعل ولم يسيء إلى أحد من الحضور وقال ماعنده بكل أريحية فكشف بذلك عن تواضع وتسامح وسعة صدر وصبر متناهٍ ولكن الذي حيرني واستغربت له هو البيان الذي أصدره بعد بث الحلقة حيث قال إنه قد تم خداعه واتهم الفضائية س 24 بأنها فخخته ولم يسلم الجميعابي من رذاذ كلامه فكان لهذا البيان فعل السحر في الأسافير فأقام الدنيا على القناة . قدر ما فكرت في الفخ الذي وقع فيه مولانا لم أجده فهو رجل داعية ومنافح عن دعوته في مختلف المنابر فوجد منبراً مضاداً له، وقال فيه ما يود قوله وترك الحكم للجمهور، فهل يشكر الذي أتاح له هذه الفرصة أم يهاجمه ؟ هنا يثور سؤال أين شباب الحركة الإسلامية الذي يجب أن يجادل رصفاءه في الضفاف الأخرى ؟ هل هم مشغلون بمغانم السلطة وحاجات تانية حامياني؟ يجب على هؤلاء أن يشكروا شيوخاً مثل البروفسير محمد صالح الذين ملأوا هذا الفراغ.
(2 )
الشابة وئام شوقي محتوى قولها ليس فيه جديد فقضايا الجندر هذه مطروحة في كل الدنيا ولكن لكل بلد خصوصيته. ففي السودان يتجادل الناس حول اتفاقية سيداو وقانون النظام العام وزواج القاصرات وزي المرأة والذي منه وهذا ما ركزت عليه وئام ولكنها للأسف كانت نبرتها غير مريحة وكذلك مفرداتها كانت سيئة الوقع (أنا ما عاوزة اتزوج رجل ولا امرأة) وبالتالي لم تحسن التعبير عن قضيتها ونحن نذكر وئام لا بد من أن نتذكر البنات الداعشيات اللائي خرجن من البلاد أبكاراً وعدنا مرضعات واشتركن في حرب عبثية قتلت وروعت شعب مسلم آخر فهؤلاء الداعشيات انتزعن حريتهن وهربن بها وتزوجن دون ولي أمر وهذا ما تجيزه بعض المذاهب السنية ولكن هؤلاء الداعشيات عولجت قضيتهن بكثير من الحكمة دون إثارة للرأى العام فكان ينبغي أن تعالج قضايا كل بنات السودان بذات الحكمة والتروي فوئام والداعشيات اتفقن في الخروج من الصندوق ولكن كل بطريقتها وهنا يثور السؤال ماذا دها هذا الصندوق ؟ هل أصبح مشروع سلطة “حاف كدا” ؟
(3 )
في مطلع سبعينيات القرن الماضي ونحن حديثي عهد بالعاصمة ويومها كانت العاصمة كما تركها الانجليز (بارات) مفتوحة قانوناً وبيوت دعارة وأماكن قمار وكل شيء على عينك يا تاجر جاءت إحداهن تتمخطر في السوق العربي وهي ترتدي (جكسا في خط ستة) اها تعال شوف القيامة ,,, اجتمع حولها الناس “شماسة وعاديين” وهاك يا اساءات حاول بعضهم التهجم عليها فتدخل العقلاء وادخلوها بصعوبة في أحد الدكاكين وطلب رجال الشرطة الذين وجدوا طريقهم إليها بصعوبة وبذات الصعوبة فرقوا الجمهور ثم أخذوها في الكومر. هذه القصة تشي بأن المجتمع قادر على حماية أعرافه وتقاليده دون تدخل من الدولة فمثلما هناك توازن بيئي هناك توازن مجتمعي هل نذكر هنا قصة الشيخ البدوي (جد الدكتورة سعاد الفاتح) الذي اعترض على فكرة الخواجات بإقامة حانة (بار) في زواية مسجد أم درمان العتيق ولم يجد النصرة من المصلين وجدها من السكارى في حانة من حانات أم درمان وكان ذلك في عام 1901 ؟ إنه التوازن المجتمعي فإذن ياجماعة الخير اتركوا المجتمع يوازن أموره وارفعوا يد الدولة الثقيلة من سلوك الأفراد وانصرفوا لما ينفع البلاد والعباد