كل حلقة احتجاج شعبي في السودان هي بمثابة الريش الذي سيحلِّق عالياً بالثورة.. فليكن الثأر للشهداء حاضراً في الخاطر.. كل من فقد عزيزاً برصاص السلطة عليه ألا يرضى برأس السلطان النتن منفرداً؛ فالذين حرّضوا لقتل الشرفاء في المظاهرات الأخيرة كما حرضوا في سابقاتها؛ هم البشير وقادة أجهزته المتعفنين المعروفين؛ الخزي لهم؛ والجنة للشهداء.
(2)
سلطة رئيسها هارب من العدالة وقادتها خارج السجون؛ مع ذلك لا تتورع من الحديث عن المحتجين على أوضاعها المأساوية وكأنهم مجرمين ومخربين..!
المخربون بقوة هم من النظام وإليه يرجعون.. 30 عاماً ظلوا يخرِّبون كل عامرٍ في البلاد؛ يصادرون أرواح الناس وحرياتهم وكرامتهم؛ ينكدون حياتهم بتحدٍ سافر في الحِل والترحال.
(3)
الجديد في مظاهرات هذه الأيام افتراءات مدير جهاز الأمن صلاح قوش بإدخاله للموساد كشريك في حركة الاحتجاجات السودانية الأخيرة المشروعة والواجبة حتى اندحار آخر مرتزق بثكنات السفاحين الحاكمين.. فانظروا أين بلغت السذاجة! ألم يجد قوش حبلاً لتعليق افتراضاته الطفولية غير الموساد؟! والجديد كذلك هو ظهور جهاز الأمن وبعض أوباش هذه السلطة عبر الإعلام وكأنهم يؤيدون المظاهرات السلمية!! وهذا ما ينفيه الواقع تماماً في دولة المنافقين منذ أن حلّت لعنتها.. الواقع يقول إنهم لا يؤمنون بالسِلم؛ هم ضد أي زفير أو شهيق يمس نظامهم؛ لا يناصرون غير الظلم والبطش عن قصد ومنه يصرفون على بيوت السحت.. ولو افترضنا قوش يقول الحق وهو ربيب المتأسلمين الكذبة فليس في الأمر إثارة؛ لأن جهاز الموساد لو احتل السودان لن يكون أكثر سوءاً وبشاعة وحطة من جماعة الإخوان التي أسرفت في التسلط ووجب علينا طردها بكل السبل المشروعة وغير المشروعة؛ إذ لا مشروعية لها؛ ولا حرام ولا موبقة تضاهي وجود هذه الجماعة الفاشلة المفشِلة الفاسدة المفسِدة التي تقتات على طريقة القوادين؛ فرئيسها يمتهن العمالة (لمن يدفع) ويتسول بلا قلب أمام أبواب الملوك والأمراء والزعماء حتى صار رمزاً للذل والعبودية والاحتقار.. وزاد على جرائمه بصرف أموال الشعب عبر سفرياته اليومية العبيطة التي تضيف لمعاناة الشعب الكثير.
(4)
ما يُؤسف له؛ أن يجلس عاقل ــ باختياره ــ أمام أوباش السلطة الكذابين ليسمع منهم التبريرات أو الوعود أو الإدعاءت كلما هبّت الجماهير للشوارع.. علينا ألا نسمع شيئاً غير فحيح الغضب بداخلنا تمهيداً للقادم الذي يرونه بعيداً.. كذلك علينا ألا نخرّب سوى أوكار القتلة التي لا تحوي غير السواقط ويستحي الشيطان من الانضمام إليها؛ فبعض التخريب لمعينات الظالم شرف رفيع.. ولا ننسى أن هؤلاء يحرقون البشر؛ بينما يولول بعضنا لحرق الحجر..!
(5)
فناء الأجساد لا يخيف الشعب.. الخوف عدو الأحرار.. والقتلة سيدفعون الثمن.. والشهداء سينتصرون! نعم للثأر وحريق الثورة.. لا للفوضى والأكاذيب الفجة التي يمارسها البشير وأعوانه الفجرة مشياً على خطاه.. فكلما دنا أجلهم وتقطعت قلوبهم خوفاً على أمجادهم المسروقة افتعلوا الخدع.. عاجلاً أو آجلاً سيندحرون، سيحترق المرتزقة والمعرصين في الصحف وبقية الأجهزة الإعلامية الموالية للقتلة.. بعض من نسميهم محللين واعتدنا على رؤيتهم بالوجوه والبِدل البائسة استبان هرائهم عبر الشاشات ولا يمكن أن ينحازوا للشعب؛ فعند كل سؤال ستجدهم في حالة زوغان من إحراج سفلة النظام الذين يعلفونهم بالمال المنهوب.
خروج:
لمن يستفسرون؛ فإن زيارة البشير لصنوِه بشار قتلها المحللون بحثاً.. باختصار هي فعل طبيعي لمسخ إخواني فاقد للأخلاق وليس في وجهه ماء! لا تخرج الزيارة عن دائرة الابتزاز المعتادة والحيرة التي تلازم منبوذ السودان المأمور، ابتزاز لمن اختارونه عبداً بلا عُقال! وحيرة منبعها الوجل على مصيره كسفَّاح تعاظمت جرائمه.. فأي خيط يتلمّسه في النجاة وطول الأجل فوق كرسي السلطة يهرول نحوه بلهاث لا يبلغه حتى الكلب.. ولا أحد في هذا العالم يهرول نحو جيفة.. من يختار البشير كحليف عينه على كنز السودان وليس على الجيفة.. وبئس الصحبة.. أعني صحبة الطامعين من الحلفاء المؤقتين للص العاق ميت الضمير.
أعوذ بالله