عبرت الشبكة العربية لإعلام الأزمات “عن بالغ قلقها إزاء تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الشعب السوداني، والتي ترقى لمستوى الجرائم ضد الإنسانية من قتل وتعذيب وبطش وإرهاب واغتصاب تحت قوة السلاح، في شوارع ومدن العاصمة الخرطوم وعدد من ولايات السودان، في أعقاب مجزرة بشعة نفذها المجلس العسكري ومليشياته التابعة له لفض الاعتصام أمام القيادة العامة والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص، ومازال البحث جارياً عن عدد كبير من المفقودين،”.
وأضافت الشبكة: “في تلك الأثناء يقوم المجلس العسكري بقطع خدمة الإنترنت وعزل الشعب السودان عن العالم الخارجي، لتمكين مليشياته لارتكاب مزيد من الجرائم، يتزامن ذلك مع العصيان المدني الذي بدأ اليوم الأحد، الذي دعى له تجمع المهنيين وقوى إعلان الحرية والتغيير ويستمر لحين تسليم السلطة لحكومة مدنية”.
وأوضح بيان البكة “أن المجلس العسكري الذي يرتكب جرائم القتل في حق المدنيين العزّل لا يعجز عن مصادرة الحريات العامة، وحرية الرأي والتعبير وانتهاج سياسة تكميم الآفواه وتقييد حركة الصحفيين والمراسلين، وقد بدأ ذلك واضحاً بإغلاق مكتب قناة الجزيرة في الخرطوم وسحب ترخيص المراسلين نهائياً، قبل أيام قليلة من فض الاعتصام، رغم أن إغلاق القناة لم يمنعها من تغطية الحدث فمازالت “التغطية مستمرة” ولم تغب عن الاحداث، كما تم إغلاق مكتب وكالة رامتان التي تبث تلفزيون العربي الجديد الذي يباشر التغطية كالمعتاد، ومنذ الأحداث الدامية التي شهدتها الخرطوم بفض الاعتصام تم قطع خدمة الانترنت، للتغطية على جرائم المجلس العسكري، التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع “الجنجويد” وجهاز الأمن وكتائب الظل”.
واستنكرت الشبكة العربية لإعلام الأزمات “قطع خدمة الانترنت التي تعد”انتهاكاً”صارخاً للحريات العامة وحرية الرأي والتعبير، ومصادرة حق المواطن في الاطلاع والحصول على المعلومة والتداول، فهذه خدمة يجب على الدولة أن توفرها وليست رفاهية بل من الاحتياجات الضرورية، يعتمد عليها المواطن في التواصل مع الآخرين ضمن عمله ونشاطه اليومي في كل مناحي الحياة، وقطع هذة الخدمة يعني عزله عن مايدور حوله ومنعه من نقل وتصوير وتوثيق الأحداث ونشرها على الفضاء الإسفيري”.
وعبرت الشبكة :عن قلقها من استهداف الصحفيين أثناء مشاركتهم في العصيان المدني أو أثناء آداء واجبهم في تغطيته، في ظل انتشار المليشيات المنفلتة والقمع التي تمارسه ضد المدنيين العزّل، فإن الصحفيين سيكونوا عرضة للخطر وقد تعرض بعضهم للاعتداء من قبل تلك المليشيات خلال أيام الاعتصام”.