ثورة شعبية فكرية رافضة للإسلام السياسي
قال المفكر السوداني الدكتور حيد إبراهيم علي: “إن ما حدث في السودان هو الاستقلال الحقيقي للبلاد؛ لأن استقلال 1956م كان شكلياً، وما حدث ثورة ذات أبعاد فكرية وسياسية واجتماعية. ثورة اجتماعية حسب القوة المجتمعية ومعظمها من فئة الشباب والمرأة، وتمثل فعلاً حقيقياً، وهذا يعدُّ تطوراً جديداً”.
وأضاف: “لم يكن للثوار انتماءات سياسية واضحة مثل
الثورات السابقة، مثلاً ثورة اكتوبر 1964م كانت تقودها جبهة الهيئات، وفي أبريل 1985م
كان هناك التجمع النقابي، وفي التجربتين لم تتمكن جبهة الهيئات او التجمع النقابي
من الحفاظ على هويتهما، وتمكنت الأحزاب التقليدية من استغلال الوضع لمصلحتهم”.
واستدرك إبراهيم: “أما اليوم يبدو الوضع مختلفاً
تماماً، إذ إن القوة الاجتماعية تجاوزت قيادتها أحياناً في تحالف قوى الحرية
والتغيير، وتعدّ القوة الأكثر حداثة، ولها رؤية واضحة في الإطار الفكري والثقافي،
ولديها أساليبها الإبداعية والأناشيد والهتافات، وهذا المنتج يطالب بالدولة
المدنية، وترفض الحكم العسكري والديني في السودان، وهذه الثورة ثورة شعبية رافضة
للإسلام السياسي، وتمثل ثورة فكرية، ومن المنتظر أن تحقق تغييراً حقيقياً رغم الشد
والجذب من المجلس العسكري”.
هذه الآراء وغيرها جاءت في حوار شامل للتحرير أجراه
الزميل سيبويه يوسف، ويقدم من خلاله الدكتور حيد إبراهيم قراءة متعمقة لثورة
ديسمبر 2018م، ونتائجها حتى الآن، والمآلات المتوقعة.
ينشر الحوار غداً بإذن الله.