تقرير: إسماعيل محمد علي
ما إن أعلن رئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك، الخميس 5 سبتمبر (أيلول)، حكومته المكونة من 18 وزيراً لقيادة الفترة الانتقالية المحددة بـ39 شهراً، حتى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالاحتفاء بالوزراء الجدد من خلال استعراض سيرهم الذاتية، التي في غالبها تؤكد الخبرة التراكمية والكفاءة العالية والمواقع المرموقة التي تقلدوها في مؤسسات دولية.
وذهب البعض إلى المقارنة مع وزراء النظام السابق، الذي كان يعتمد في تعيينه المسؤولين على الولاءات الحزبية والقبلية والجهوية من دون النظر إلى عنصر الكفاءة والمقدرة.
احتفاء شعبي
ويقول المواطن أسعد عبدالله “هذه حكومة كفاءات وتشرفني تماماً، وكونها تأخذنا إلى انتخابات نزيهة وشفافة وتفك من عزلتنا الخارجية فهذا في حد ذاته كاف”. ويرد صالح عباس على من انتقد المحاصصات الحزبية في التشكيلة الوزارية، قائلاً “قولوها ولو على أنفسكم لماذا التركيز على القيادي بقوى الحرية والتغيير مدني عباس مدني بتعيينه وزيراً للصناعة والتجارة، فالمحاصصة موجودة ولكنها تعتمد على الكفاءة وليس المجاملات والترضيات، فمدني واحد من أيقونات الثورة، فكم مرة شاهدناه في ساحة الاعتصام بالقيادة العامة وكذلك في المسيرات الاحتجاجية؟”.
أما الدكتور أحمد المفتي فقال “مبروك تشكيل مجلس الوزراء الانتقالي وليس لدينا تحفظات على التشكيل وندعو له بالتوفيق والسداد، لكن نذكر بمطالب الحركة الجماهيرية الحقوقية التي لم تستجب لها حكومة الرئيس السابق عمر البشير السابقة، وتشمل إعلان السودان دولة خالية من الفساد المستقبلي اعتباراً من مطلع أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، خصوصاً أنه لا يكلف مالاً بل يوفر الأموال العامة التي كان يساء استخدامها سواء أكان فساداً مباشراً أو سوء إدارة وتبذير”.
وفي سياق متصل، قال المهندس منهل جودة “إلى الذين يحتجون على تعيين بعض الوزراء لمواقفهم الصلبة، نقول لهم إن مثل هؤلاء لديهم إلمام وإحاطة بالمحيط الثوري. فالضرورة تقتضي وجود بعض قيادات الثوار في الحكومة، مثل حضور عسكر المجلس العسكري في مجلس السيادة.
وأشاد أحمد الشريف بشخصية رئيس الوزراء، قائلاً “كل خطاب ومؤتمر صحافي لحمدوك هو محاضرة في فلسفة الديمقراطية، وتبيان لماهيتها وآلياتها. ما يسعدني هو تأكيده عدم خوفه من الخلاف مع المعارضين لحكومته، وأن المعارضة مفيدة للحكومة وضرورية. تخيل هذا الكلام يقوله رئيس وزراء جاء مباشرة بعد الرئيس السابق عمر البشير الذي كان يصف المعارضة بالخونة والعمالة”.
خبرات الوزراء
من أبرز السير الذاتية لوزراء حمدوك، سيرة وزير الطاقة والتعدين عادل إبراهيم الذي تخرج في جامعة الخرطوم 1981 بدرجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف من كلية العلوم قسم الجيولوجيا، وله خبرة رفيعة المستوى لأكثر من 30 عاماً في قطاع النفط من خلال العمل لدى العديد من شركات النفط العالمية، ويعتبر أول سوداني يضع خريطة جيولوجية للمربعات النفطية المنتجة والمحتملة على نطاق السودان.
أما وزيرة الخارجية أسماء محمد عبدالله فقد عملت دبلوماسية في عدد من سفارات السودان في الخارج منذ عام 1971 حتى وصلت إلى منصب وزير مفوض، وشغلت منصب نائب مدير دائرة الأميركتين في وزارة الخارجية السودانية، كما عملت في عدد من البعثات الدبلوماسية منها استوكهولم والرباط والنرويج والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم.
وبالنسبة إلى وزير المالية الدكتور إبراهيم البدوي، فهو حاصل على شهادة الماجستير في الإحصاء من جامعة ولاية نورث كارولينا الأميركية عام 1981، والدكتوراه من الجامعة نفسها في الاقتصاد والإحصاء عام 1983، وعمل خبيراً اقتصادياً في مؤسسات دولية عدة، منها جمعية البحوث الاقتصادية الأفريقية في العاصمة الكينية نيروبي، والبنك الدولي لحوالى 20 عاماً.
أما وزير العدل نصر الدين عبدالباري فهو أكاديمي وباحث ومستشار مستقل في القانون الدولي والقانون الدستوري وقوانين وسياسات الهجرة والمواطنة والقانون الدولي لحقوق الإنسان. فيما تعد وزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي إحدى أيقونات الثورة السودانية، فهي مهندسة ميكانيكية حصلت على درجة الماجستير من جامعة إمبريال كولج لندن في الهندسة الميكانيكية المتقدمة مع التركيز على السوائل النانونية ومحركات الطائرات.
في حين يتمتع وزير الري والموارد المائية ياسر عباس، الذي يحمل درجة الدكتوراه في علم المناخ في حوض النيل من معهد IHE بهولندا، بخبرة واسعة في النمذجة الهيدرولوجية والهيدروليكية وأنظمة الموارد المائية وأنظمة الري وتطبيقات الاستشعار عن بعد ونمذجة المناخ الإقليمي.
وتشير سيرة وزير الصحة الدكتور أكرم التوم إلى أنه حاصل على البكالوريوس طب وجراحة جامعة الخرطوم عام 1985 والماجستير في الصحة العامة من جامعة جونز هوبكنز عام 1993. كما حصل على جائزة منظمة الصحة العالمية لأفضل مدير في الإقليم الأفريقي عام 2009.
أما فيصل محمد صالح، وزير الثقافة والإعلام، فدرس الإعلام في جامعة الأزهر، وحصل على الماجستير في الدراسات الصحافية من جامعة كارديف ويلز في المملكة المتحدة، ودبلوم الإعلام العالي من جامعة الخرطوم، وفاز بجائزة بيتر ماكلر الأميركية المكافئة للنزاهة والشجاعة الصحافية عام 2013. وهو يعمل صحافياً حراً ومحاضراً جامعياً واستشارياً ومدرباً في مجال الإعلام ومحللاً سياسياً وكاتباً وباحثاً.