لا أتفق مع وزيرة التعليم العالي في أسلوبها الذي خاطبت به إدارات الجامعات الحكومية .. ليس لأن هؤلاء لا يستحقون مثل هذا الأسلوب .. ولكن لأن لغة منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي يجب أن يكون متزناً بقدر اتزان هذه الوزارة التي ننتظر منها الكثير.
أما مديرو الجامعات وعمداء بعض الكليات الذين سارعوا بتقديم استقالاتهم فذاك سلوك أقبح من أسلوب مخاطبة الوزيرة لهم . بداية هم يعلمون أنها اصلاً بصدد الاستغناء عن خدمات معظمهم إن لم يكن كلهم .. فهي محاولة ساذجة منهم لوضع العربة أمام الحصان .. ومحاولة لإرباك فتح الجامعات في الموعد المضروب وإدخال الجامعات السودانية في مأزق و(لخبطة) أوراق الوزيرة ومحاولة ذر الرماد في العيون.
لا يختلف اثنان أن الجامعات الحكومية كانت بؤرة خطيرة جداً لتفريخ الكتائب وتخريج كمية لا يستهان بها كتائب الظل أصحاب السيخ والمطاوي والأسلحة البيضاء منها والنارية.
ويكفي عاراً لهذه الجامعات هذا الكم الهائل من شهادات الدكتوراه التي توزع بالمجان حتى أصبح يوسف كبر ووداد بابكر يحملون هذه الدرجة العلمية الرفيعة بلا وازع من اخلاق او ضمير من ادارة هذه الجامعات ..
فليستقيلوا جميعهم غير مأسوف عليهم حتى لو أدى ذلك إلى تجميد عام دراسي كامل حتى تستقيم الامور، وتعود لجامعاتنا ألقها وسيرتها الاولى ..
وهمسة لوزيرة التعليم العالي .. اعادة الجامعات السودانية لسابق عهدها عمل شاق ومضنٍ وجبار .. يحتاج إلى كثير من التأني، ولا نريد نضالا ( حنجوريا) ولكننا نريد نضالاً عقلانياً رزيناً.