أكد خبراء ومختصون في مجال الإعلام على الدور الكبير الذي يقوم به الإعلام في دعم عملية السلام في اقليم دارفور، وطالبوا بضرورة تقديم البحوث والدراسات اللازمة حول السلام، و أشاروا إلى التطور الايجابي الذي صاحب الخطاب الإعلامي ومفرداته بعد ثورة ديسمبر بالرغم من تأكيدهم على أنه مازال يحتاج للكثير من العمل، فضلا عن تنمية وتطوير المؤسسات الإعلامية والتخطيط الاستراتيجي للإعلام حتى يقوم بالدور للمنوط به على الوجه الأكمل .
و قال المختص في مجال الإعلام د. عباس التجاني في ورشة (الرؤية الإعلامية للسلام في دارفور) التي نظمتها رابطة إعلامي وصحفيي دا فور بالتعاون مع مركز سلام ميديا أمس ( الأحد 9فبراير 2020م)، إن أزمة دارفور تم تناولها من قبل إعلام النظام البائد عبر نظرية الإطار الإعلامي وتبسيط الأزمة ووضعها في قالب معين ، وأشار إلى أن الإعلام الغربي عمل على اطار إعلامي آخر سمى من خلاله الأزمة في الاقليم بأنها أزمة زرقة وعرب .
وأشار التجاني إلى امكانية قيام الإعلام بأدوار ايجابية من خلال دعم العملية السلمية في دارفور وامتصاص الأزمة النفسية الناتجة عن الحرب وغيرها من الطرق التي يمكن من خلالها تناول هذه القضية.
ولفت التجاني إلى تغيير المفردات في الخطاب الاعلامي مثل إطلاق لفظ حركات كفاح مسلح بدلا من متمردين، معتبرا ذلك الأمر تطورا في الخطاب الإعلامي عقب ثورة ديسمبر المجيدة.
إلى ذلك حذر التجاني من الدور السلبي الذي يمكن أن يلعبه الإعلام وذلك عن طريق الانتقاد غير الموضوعي لجهود السلام والذي يعزز الصورة السالبة تجاه العملية السلمية.
ومن جانبه شدد المختص في قضايا السلام بروفيسور سليمان الماحي على أهمية أن يمثل من يجلسون في المفاوضات أصحاب الأزمة من النازحين الذين ذاقوا ويلات الحرب ، وطالب بضرورة تقديم بحوث ودراسات حول السلام، ودعا إلى البحث في التاريخ القديم والعريق لدرافور، معتبرا أن المؤرخين لم يهتموا بتاريخ دارفور وقد عللوا ذلك بأسباب واهية.
وأشار الماحي إلى أن أسباب النزاعات تعود إلى عدم احترام السودانيين للتباين والتعدد القائم بينهم.