لا شك في أننا نمر حالياً بمطبات جوية عنيفة لطائر الثورة الذي يواصل التحليق ….!! بعد عملية إقلاع صعبة بذلت فيها المهج والأرواح والدموع …..وداخل كابينة القيادة يوجد …!! لا أقول ( طيار ومساعد الطيار )
ولكن يوجد طياران أحدهم مدني والآخر عسكري ….!!
العسكري يؤمن بالقوانين الصارمة والالتزام المطلق بالتحليق في ذات معدلات الارتفاع المرسومة مهما كانت الصعوبات ….ولدية نزعة القيادة والتعليمات بحكم تكوينه العسكري …!!
والطيار المدني يؤمن بمبدأ التكيف والتماهي والتحليق بمستوي أعلى أو اقل حسب الظروف الجوية والمناخية.
ونعرف جيدًا والطيارين أكثر دراية بذلك واسألوا أي طيار …أن عملية الإقلاع والهبوط ومع ثوابت علم الطيران تختلف من طيار الى آخر حسب موهبته وإحساسه الخاص …..!!
لذلك يصفق المسافرون أحيانا لطيار علي نعومة الهبوط وروعة الإقلاع …..!!
ولهذا السبب …طيار من طيار ( يفرق ) …..بغض النظر عن خلفيته …!!!!
أسوق هذه المقدمة للحديث عن الوضع الحالي في السودان ومآلاته …
ومن الواضح أن العلاقة بين المكون العسكري والمدني داخل السيادة والقيادة هي علاقة فاترة وفيها ما فيها من التحفظ وعدم الانسجام …وهذا لا يخفى علي مراقب وإن برقت الأسنان بالابتسام أمام الكاميرات وعدسات التلفزة ….!!!
والعلاقة بين ( المهنيين ) و ( قحت ) ليست هي الأخرى كما هو مأمول …!! و كأن ( المهنيين ) يقولوا لقحت… أتينا بكم كشريك سياسى لتكونوا حاضنه سياسية ولستم ( أم ) لهذه الثورة ….وهناك فرق جوهري بين الأم والحاضنة ….!!
لكنها تبقى في النهاية شراكة استراتيجيه تحكمها موازنات تمرض ولاتموت …!! وهناك حصيفون من الجانبين قادرون على التدخل لإحداث هذا التوازن.
أما العلاقة بين هذا الشعب الصابر الذي صنع هذه الثورة العظيمة وقال كلمته ساطعة قاطعة نهارًا جهارا في الشوارع والأزقة والميادين وخرج أعزلا أمام ترسانة السلاح …وانتزع نصره التاريخي عنوة و اقتدار وأسقط النظام …..فتبدو العلاقة بينه وبين حكومته الانتقالية فيها شيء من العتب واللوم…. والدعم اللامحدود أيضاً …
والعتب أحيانا يأتي علي قدر المحبة…!! ومعه حق …إذ تفوت هذه الحكومة وحاضناتها ومكوناتها جميعًا فرصة تاريخيه للتواصل الحقيقي مع هذا الشعب …!!
كنت أتصور ان يكون الشغل الشاغل للحكومة هو تنوير الناس بما يحدث في الكواليس من خطط عمل وبرامج ورؤي…!! وإشراكهم في التوجه العام حتى يشعر الناس أنهم جزء من هذه المنظومة التي أوصلوها بدمائهم الي هذه المرتبة …
ويجب أن نذكركم علي الدوام بأنكم لم تأتوا بانقلاب عسكري حتى يكون ولائكم لانفسكم والبندقية…!ا
لقد جئتم بإرادة شعب …!! وعرق أمة …!! ودماء شباب…..!!! تحتم عليكم الإنصياع المطلق دون منة أو جميل …..!! بل مع الشكر والتقدير ….!!
تفوتوا علي أنفسكم فرصة تاريخيه في أكبر التفاف شعبي حول حكومة شهده السودان في التاريخ الحديث
شعب منحكم ( شيك علي بياض ) …وأعطاكم تفويضًا دون مقابل سوى ثقة و آمال ….فمالكم كيف تحكمون ….!!
هذا الشعب أوعى مما يتصور البعض ونحن جزء منه ونعلم جيدا كيف تتم أحيانا وليس دائما بعض الموازنات و الإختيارات ولماذا اخترتم فلان أو علان وعلي أي أساس …حيث تظهر بعض المحاصصات والشلليه والعلاقات الخاصة وهذه لامكان لها من الإعراب …ولن تدوم …نحن نعلم وأنتم تعلمون …!!
ولولا وجود بعض الراسخين بينكم لكان الوضع اكثر تعقيدًا وصعوبة …فانتبهوا ….!! انتم أمام شعب معلم ومفتح …رصيده ثلاث ثورات ..والتالتة ثابتة …
تواصلوا مع الناس بشكل مباشر وصريح عبر وسائطكم الإعلامية المباشرة …!! أجلسوا مع العسكريين واسألوهم بشكل مباشر ….ماذا تريدون ….!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
واستمعوا لإجابتهم بشكل شفاف …ونورونا ….!!
قولو والله الجماعة ديل قالو لينا نحن ما طلاب سلطة وليس لنا أطماع سياسية …وهذه ليست منطقتنا
بس كمان ما تتدخلوا في شغلنا العسكري لاننا بنفهم فيهو أكتر منكم ….!!
أو صارحوكم وقالو ليكم إنتو ما بتقدرو تدورو البلد دي وياهو نحن شايفنكم بتعملو في شنو …!!!
أو كمان قالو ليكم والله نحن ماعندنا معاكم أي مشكلة شوفو شغلكم وخلونا نشوف شغلنا ….!! والبادي أظلم
وأرجعوا كلمونا ( نحن الشعب ديل ) ….وصلتو لي شنو …!؟؟
ماهو مافي غير الخيارات أعلاه ….!!! وكلها ما بتودي لي قدام …..!!!
عدا خيار واحد فقط وهو أن تتفقوا علي تقاسم المهام بشكل مهني ومحترف كل في مجاله المتخصص فيه دون رغبة في السيطرة و الإنفراد ..وإعلاء المصلحة العليا …والتوقيع علي ميثاق شرف العمل المشترك …وترسيخ قيم الإحترام المتبادل …. وتعزيز الثقة …!! عشان نمشي لي قدام ….ونطلع من ( الحفرة ) دي ….!!!
بدون شفافية ومصداقية وخطاب إعلامي مباشر ومحترف ستتركوا الأمر للناس والسوشيال ميديا وكل زول برأيه ووجهة نظره ….والنتيجة حتكون تباين في الرؤي والتوجهات وبوادر إنقسام
كونو الناس تطلع مواكب …إن شاءالله تطلع للصباح ..مشكلتكم شنو …!؟؟؟ ناس عايزة تعبر عن رأيها وتوصل ليكم وجهة نظرها …أحموها لحدي ما توصل رسالتها وترجع ….ماياها دي الحرية …!!
بس كمان الناس يجب أن تنظم نفسها وتختار الخروج شكلا وموضوعا حتى لايفقد قيمته والبريق ويصبح دون جدوى وأن تنتبه فهناك من يستغل ذلك لأهدافه هو وليس أهداف الثورة ….والفرق بين هذا وذاك قد لايرى بالعين المجردة …!!!
لازالت الفرصة ماثلة وقائمة ولازلنا علي الدرب ماضين
وأقسم أنه إذا لم نترك التفكير الضيق والمصالح الحزبية والشخصية ..فسيضيع منا الدرب …والوقت
لن تجدي حسن النوايا وحدها… لابد من عمل….. أما المكر السيئ فحتما سيحيق بأهله …!! ولو جهل الغافلون ….!!!
طبعًا الثورة دي فيها توفيق إلهي كبير إذا تتبعنا مسارها منذ البداية فهي أشبه بالجنين الذي يجمع الأطباء على أن فرصه في الحياة تبدو ضئيلة قياسا على كثير من المؤشرات والعوامل ….!! بل أن بعضهم يوصي بضرورة الإجهاض ….!!
لكن ( أمه ) تصر علي البقاء وتفوض أمرها للسماء
فيأتي الرد ساطعا باذخا وعظيم …. ان الأمر بيده وهو على كل شيئ قدير ….!!!
وقد ولدت الثورة….!! وننتظرها أن تكبر وتثمر …يحرسها شباب غر ميامين ..وشعب حر أصيل … يظهر في اللفة ….وقد رأيتموه مرأي العين بعد استخدام النووي في فض الاعتصام….!! كيف فاض في الثلاثين
وسد الأفق ولامس السحاب .. أسدا حرا مهاب
وماردا جبار ….!! لايعرف الهزيمة… ويهوى الإنتصار ….!
ونحن لواثقون وسنظل معكم داعمين
نفوض أمرنا لله دومًا ونتعشم الخير …ونتفائل على الدوام أن الثورة ماضية إلى مراميها و أن نصر الله قريب ….
المجد للشهداء ….وعشت ياوطن الجمال
حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب
حرية سلام وعدالة الثورة الكلها حب
حنبنيهو ✌️