تقرير: محمد اسماعيل
سلط مركز راشد دياب للفنون الضوء على عملية السلام والاقتصاد في السودان تحدث عنها مجموعة من المختصن، فيما أدارت الجلسة إسراء بابكر وذلك وسط حضور كبير من المهتمين .
تعرض عبد الله آدم خاطر تعرض في مداخلته إلى الحديث عن السلام وماهيته وكيفية تحقيقه، وشدد على أن نظام الانقاذ اهتم طوال فترة الثلاثين عاماً من حكمه بقضايا انصرافية، وأهمل جوانب مهمة جداً تتعلق بمشروعات التنمية في المناطق الطرفية، الأمر الذي أدى إلى نشوب الحرب في الأقاليم الطرفية، وانفصال جزء عزيز من الوطن، وقال في سياق سؤال طرحه: لماذا نحن مصممون أكثر من أي وقت مضى على تحقيق هذا السلام ؟: “لأن السلام مرتبط بشكل أساسي ببناء الذات وبناء التنمية والاقتصاد” ، لافتاً إلى أن هذا السلام كان يشكّل الحلم الأكبر لكل النخب السودانية ، وذلك لما فيه من استقرار وتنمية، وأشار الأستاذ عبد الله آدم خاطر إلى أن الأوضاع السياسية في السودان انفجرت بعد استقلال السودان مباشرة الأمر الذي رمى بظلاله على كل الأوضاع الاقتصادية، ووصفه بأنه أصبح جرح السودان النازف إلى الآن.
وأرجع عدم استقرار التنمية والسلام إلى انعدام الأفق السياسي والادارة وحسن الخيال ، وذكر أن ثورة ديسمير المجيدة وضعت السلام الداخلي أحد أهم القضايا الأساسية وأولته اهتماماً خاصاً وهو السلام المتعلق بالمبادي الدستورية والمبادي الديمقراطية ، وقال: “ن المتفاوضين في الجنوب ناقشوا مجموعة من المسارات أهمها تحول السلطة على الأسس الديمقراطية “،وحسب قوله هو أمر مطلوب، ويعد من المبادي الأساسية في سياق حكم القانون.
وذهب خاطر إلى أن الاهتمام بإدارة التنوع في السودان يمكن أن يؤدي إلى سلام دائم، وشدد على أن قضية التنمية تعد واحدة من أهم القضايا الآن، وناشد الحكومة الجديدة بالاهتمام بتحسين علاقات السودان مع محيطه العربي والعالمي، كما دعا في ذات السياق إلى الاعتراف بالآخر وثقافته، والدعوة كذلك إلى تجاوز المرارات، ومحاولة خلق واقع جديد للسودان وللسودانيين، وذلك من أجل خلق نهضة كاملة وقال: “إن المرحلة القادمة هي مرحلة العمل المشترك”.
كما تحدث الدكتور جمعة كندة عن محاور متعددة تدخل في سياقات السلام والأمن الاجتماعي أبرزها الحديث عن مفهوم السلام والتنمية، مشيراً إلى أن السودان دولة متعددة الموارد الداعمة للعملية الاقتصادية في السودان، وقال: “إن واحدة من المسائل التي فيها نوع من التناقض هي أن أكثر المناطق فقراً في التنمية هي من أكثر المناطق التي تحظى بثراء وافر من الموارد”، لافتاً إلى أهمية وضرورة وجود سلام دائم في السودان لدعم العملية الاقتصادية وخروج السودان من مأزقه، وذهب إلى أن السلام والتنمية يعدان من أهم المفاهيم الأساسية التي يحتاج إليها السودان في المرحلة القادمة والتي من شأنها يمكن أن تحقق قدراً كبيراً من العدالة الاجتماعية، وأرجع عدم استقرار التنمية في البلاد إلى مفهوم توزيع السلطة والثروة.
ويرى كندة أن الاتفاقيات السابقة التي أسسها النظام البائد كان فيها كثير من العيوب النظربة والعملية داعياً إلى محاولة تجاوز كل أخطائها السالبة، وقال: “إن الأطراف المتحاربة الآن تسعى في اتفاق الجنوب إلى التأسيس إلى سلام دائم وتنمية اقتصادية مستدامة”، وطالب هذه الأطراف في جوبا إلى سرعة الوصول إلى سلام دائم يرتبط بتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية ونبذ العنف .
وربط الدكتور محيي الدين التهامي قضية السلام بالتنمية، وقال: “إن هنالك علاقة قوية تربط بين هذين العنصرين”، وأضاف بأن كل الاتفاقيات السابقة تعرضت إلى عملية البناء الاقتصادي والخطط التنموية، وأكد أن السلام الإيجابي هو معالج موضوعي لكل المشكلات المستعصية ، وطالب التهامي بضرورة وأهمية وجود رؤية واضحة للسلام ثم محاولة البحث عن اسس تنموية اقتصادية تحقق الرفاهية للشعب السوداني .
ويرى الدكتور راشد دياب أن المشكلة الأساسية لدى القيادات السياسية في السودان تكمن في كيفية المحافظة على اتفاق السلام، داعياً الأطراف المتحاربة إلى تقديم تنازلات أكبر، وذلك في سبيل الوصول إلى تحقيق سلام دائم وعادل في السودان، وقال: “إن عدم القدرة على استيعاب مفهوم ثقافة الآخر أدت إلى نشوب الصراعات الأهلية”، وطالب القيادة السياسية بالاهتمام بالثقافة والفنون ، وفهي تستطيع أن تؤدي دوراً بأرزاً في عملية السلام والتنمية الاجتماعية.
وقدم الفنان الدكتورعبد القادر سالم مجموعة من الأغنيات التي انصب أغلبها في اطار عملية السلام الاجتماعي في السودان ، ونالت اعجاب الحضور .