بسم الله الرحمن الرحيم
…أقوى ماتكون العلاقة بين اْتخاذ القرارات وحسن الظن ، ولا نحصر القرارات في مؤسسة أو منشأة ، لكن الأهم قرارات الشخص المتعلقة بحياته وتواصله بالآخرين ، حسن الظن يحسم قرارك لصالح العدل ويحد من تسرعك في ظلم الناس عندما تتخذ قراراً نحو شخص أو شخوص في مسألة ما ، ويتجلى حسن الظن في حالات تجلي الوشاية والثرثرة حول شخص ، سيما لو كانت بينكما مسألة عالقة ،فيضرب على أوتارها ويترنم الوشاة وحاسدي النعمة ، هنا تكون متبصراً بفقه حسن الظن لو أنك اتخذته وسيلة ، فتتروى لتختبر صدق ماجاءك ، مالم تكن متيقناً وفق براهين وحجج حتى تلك اللحظة فنهجك يكون حسن الظن ، وهذه الإيجابية لو تمكنت منك فأنت متزن تماماً لأن من شأن العاطفة الهيَّاجة أن تلعب دورها القذر في مثل هذه الأحوال ، بينما يكبلها حسن الظن بقيود الصبر والتفكير في الأمر وهنا فأنت متسم بالعقلانية..
…لكن كن يقظاً ، هذا النهج لا يجدي مع كل الناس ، فمنهم مَن هو حربائيَ الشكل واللون في تواصله ، حاذق ببراعة في نسج الشِباك ليرمي الناس في محيط كذبه وخداعه ، لذلك لا يعني حسن الظن أن تبعد عنك اليقظة والإستعداد لحالات المكر والإحتيال في التواصل فمن الناس من تحسن به الظن ، ثم تجده حية تلدغك ، فاحذر .
…علك قد لاحظت من خلال هذه الكلمات ، أن حسن الظن يتصل بكثير جداً من معانيَ القيم والمباديء التي يكون المرء معتمداً عليها بإرادته لبناء حياة وسطية نقية ، منها الصدق ، الصبر ، البرهنة وإعمال العقل والتفكير ، التروي ، ومن ثم إتخاذ القرار نتيجة هذا البحث ..هذا يذهب بنا للقول أن حسن الظن إنما هو ركن ركين في هيكل التواصل وبناء الثقة والفهم الصحيح للحياة ، الشيء الذي يجعل لك قصراً مَشيداً من المحبة وسط المجتمع ،فمن لم تسيء به ظناً فحقيق أن يكن لك الحب والتقدير .