ملاح المصران فطوري وعشاي، هذه مقولة وردت على لسان أحد أجدادي الذي – كما قيل لنا – أنه جاءته ليلة القدر، ولعشقه لملاح المصران المجفف تمنى هذه الأمنية .
أمبارح مشيت دكان حسين ، فغرف لي من حلته اللامعة الملمعة أربعة أرطال من اللبن المسخّن . علمت منه أن سعر رطل اللبن قد بلغ ثلاثين جنيها بالتمام والكمال. لم أهتم بارتفاع السعر، فأنا على موعد من تحقيق جزء من أحلامي وإشباع شهيتي. وضعت اللبن في وعائين متساويين، ثم أضفت ملعقتين من الزبادي إلى أحدهما، وجعلت الآخر داخل الثلاجة.
وأصبحت الجمعة ، وفطور الجمعة وجبة لا أخفي عشقي لها. أذهب إلى المسجد وأنا مستمتع بما يجعلني أحمد الرب وأشكره على جزيل نعمه . طلبنا من المدام ويكابة كاربة، وهي خبيرة في ذلك بالرغم من أني أنا الذي نقل إليها عدوى الويكاب. فهي ابنة المدينة التي تجيد التقلية والنعيمية، لكنها لا لم تتعرف على الويكاب إلا بعد أن دخلت إلى عوالمي الريفية، عوالم أهل العوض وعرب الجزيرة والصعيد.
بس بصراحة الزولة دي بتعمل ملاح ويكاب تتحدى به أهل العوض كلهمو. حاجة ما تخلص، والزول ما بيحس بشبع، لكنك تشعر بأنك تنساق وراء متعة الأكل .
المهم أنها رغم تجويدها هذا إلا أنها لا تستجيب لطلبنا ملاح الويكاب ، وذلك لسبب بسيط، أن أبناءها لا يحبونه ولا يأكلونه أبدا.
وأنا أنتظر ليلة القدر، لتأتيني مشعةً مضيئة ،لأرفع كفي طالباً أن يكون ملاح الويكاب فطوري وغداي.