(1)
قبل 30 يونيو89، كان حسن فضل المولى، نسياً منسياً، لا رصيد له في الإعلام، سوى وظيفة مغمورة بقسم الإعلام بمنظمة الدعوة الإسلامية، ومن داخل مكاتب المنظمة، وبواسطة كاميرات القسم، تم تسجيل بيان انقلاب الجبهة الإسلامية المشؤوم في 30 يونيو !!
الجبهة بعد نجاحها في سرقة السلطة، نفذت برنامجاً لتمكين وتوطين كوادرها في مفاصل الدولة، دون منافسة شريفة، فحظي قطاع الإعلام بنصيب كبيرمن ذلك المخطط الشيطاني، حيث شُرد العاملون في الصحف الحكومية ووكالة السودان للأنباء والإذاعة والتليفزيون، مقابل تعيين أولاد الجبهة، لحراسة مشروع الفساد والاستبداد.
(2)
في التليفزيون القومي، على وجه التحديد، طال سيف الفصل عدداً كبيراً من الموظفين، منهم على سبيل المثال لا الحصر، موسى محمد عبد الله، وعثمان عبد الكريم، وعبد السلام الرفاعي، وطارق فريجون، والشفيع إبراهيم الضو، وعمردفع الله وزوجته، عائشة موسى، ومحمد محمد خير، ورمضان سعيد، وهيمن أهل الحظوة على الجهاز مع مجازر تشريد ترتكب صباحاً وعشية.
(3)
من منظمة الدعوة الإسلامية، ومن غير رصيد يؤهله، وبدون خدمة يمين ولاعرق جبين، فقط بمعيار الولاء الذي خدمه في مستقبل أيامه، جاء حسن فضل المولى، رئيساً للأخبار والشؤون السياسية بالتليفزيون، ثم ترقى مديراً عاماً للبرامج، وكل ذلك على حساب من هم أكبر منه خبرة وأوسع علماً ولا ينقصهم إلا الانتماء للكيان الحاكم.
لم يبخل فضل المولى، مع بقية شلة المؤتمر الوطني، بتحويل التليفزيون، كضيعة خاصة بالحزب والنظام وتبييض وجه الكالح، والتسبيح بحمده ليل نهار، وبث الأكاذيب، وحرمان الرأي الآخر، وحصر فرص التعيين فيه على أهل الولاء، أما الوظائف القيادية في مجال الإعلام، فاحتكرت على مجموعة يتم تدويرها سنوياً على مؤسسات الإعلام، مثل حسن فضل المولى، والفاشل محمد حاتم سليمان، وعوض جادين وبابكرحنين، حتى ظننا أنهم ورثوا تلك الوظائف من أجدادهم.
(4)
انتهت مهمة حسن فضل المولى في التليفزيون القومي، وسرعان ما عُين ملحقاً إعلامياً بسفارة السودان بالقاهرة، ليقضي فيها سنوات “الدولار” فانتهت وبعدها كان لا بد لـ”ود المصارين البيض” من وظيفة جديدة، فجاءته على طبق من ذهب، وظيفة مديرعام لقناة النيل الأزرق.
(5)
حقق حسن فضل المولى نجاحاً في النيل الأزرق، في حدود برامج المنوعات والموسيقى، لكن لن يستطيع كائن الإدعاء بأن للقناة نجاحاً في أن تكون منبراً لكل السودانيين، أوعكس هموم الناس، أو وجود فرص توظيف عادلة داخلها، بينما صمت المديرالعام صمت القبور عن فساد تحويل أسهم الأوقاف وما أدراك؟.
لم يكن فضل المولى، يدير القناة بديمقراطية بل قمة الديكتاتورية، والشاهد على ذلك قراره بفصل موظفتين بجرة قلم، لمطالبتهما فقط بإبعاده من المنصب الذي جلس فيه 15 عاماً من”الكنكشة”.
(6)
الخميس الماضي، شرب حسن فضل المولى من ذات الكأس التي تجرعها مفصولو التليفزيون في التسعينيات، ومن ذات الكأس التي أسقاها لعرفة الأمين وسلوى عوض، حيث أوصت لجنة إزالة التمكين بإقالته من منصبه، فتباكى عليه البعض، وكأنه أول شخص يُفصل من الوظيفة.
من حسن حظ، حسن فضل المولى، أنه سيعود لمنزله أو يبحث عن وظيفة جديدة، ولن يذهب للمعتقلات وبيوت الأشباح التي ذهب إليها محمد محمد خير وعمر دفع الله، وغيرهما، بعد فصلهم من التليفزيون مباشرة.
نقلاً عن السوداني
kessamber22@hotmail.com