في صحيفة آخر لحظة الصادرة صباح اليوم الثلاثاء(7 ابريل 2020م) كتب الصحفي أحمد قسم السيد تقريراً عن أزمة الوقود الحالية بعنوان مثير ومدهش للغاية، وهو: “وزير الطاقة: بواخر وقود بالميناء والعندو قروش يمشي يفرغها”!!! علامات التعجب من عندي وليس من الصحيفة.
وبعد صدور العدد وتوزيعه اليوم، سارعت وزارة الطاقة بإصدار بيان بعد ساعات قليلة من نشر تصريحات الوزير، والبيان يقول ما يأتيي: “الوزارة تعمل جاهدة لتوفير المواد البترولية من الإنتاج المحلي لمصفاة الخرطوم، بجانب الاعتماد على الاستيراد لتغطية حوجة الاستهلاك، وأن هناك بواخر تحتاج إلى إجراءات مالية من وزارة المالية، وقال الوزير إن الصياغة خاطئة من الصحيفة”.
من ناحية أخرى، قال الوزير حسب ما اورده الصحفي منعم سليمان في صفحته: “هاتفني الصحفي يوم أمس، وحدثته عن البواخر، ولكن ليس بهذه الصياغة الخاطئة تماماً، وآخر وأخطر جملة في كلامه لا تشبهني”.
حاولت أن أنقل كل ما يتعلق بتصريح وزير الطاقة الخطير هذا، حتى يتمكن الجميع من المتابعة الدقيقة.
تابعت أمس حديث الأخ فيصل محمد صالح عن حرية الصحافة عبر التلفزيون القومي، وفي حديثه شرح باستفاضة عن عدم تدخل الوزارة في العمل الصحفي إلا في حالة خطاب الكراهية أو الإضرار بسيادة الدولة، وحتى هذه الحالات لم يتم تشريع القوانين اللازمة لها.
السيد وزير الطاقة: قرأنا ما نقله الصحفي على لسانك، وترك أثراً سيئاً جداً في نفوس العامة، وأحدث ارتباكًا شديداً وسط الناس، وكذلك ارتباكاً في اقتصاد الدولة، وأثر تأثيراً مباشراً في سعر الدولار حين صرحت وبشكل واضح أن خزينة الدولة فارغة تماماً من أي دولار لأنها عاجزة عن سداد فواتير بواخر موجودة في الميناء .
وبعدها حاولت ( لملمة ) الموضوع ببيان صادر من وزارتك لتصحيح تصريحاتك، ولكن وللأسف بعد ان وقعت (الفاس في الراس) …
سؤالي لك: الصحفي الذي اتصل بك معروف اسمه وإلى أي صحيفة ينتمي .. ما الإجراءات التي اتخذتها ضد الصحفي والصحيفة؟! أليس ما نشره على لسانك إضرار باقتصاد الدولة، وبالتالي إضرار بمعاش الناس؟
الى متى تستهونون هذه الأمور الخطيرة .. صحفي ينقل على لسانك ما لم تقله (حسب بيان الوزارة) .. صدرت الصحيفة كأن شيئاً لم يكن، وواصل الصحفي عمله كالمعتاد ولا يلوي على شيء .
هل هذه هي حرية الصحافة التي يريدها الأخ فيصل؟!
كررت كثيراً ولن أتوقف من التكرار أن صحيفة الوان ومالكها هم من أضاعوا الديمقراطية الثالثة في السودان؛ لأنه لم يجد من يردعه، ومهد الشارع تماماً لاستقبال انقلاب الانقاذ بالورود .
وللأسف الشديد أن الإمام الصادق المهدي قد اعترف بذلك في أحد لقاءاته الأخيرة، ولكن بعد فوات الأوان.
وأنتم تسيرون بنفس الخطى، وستشعرون بذلك وأتمنى ألا يكون بعد فوات الأوان أيضاً .
حمى الله وطننا من الكورونا ومن تصريحاتكم الأكثر فتكاً من الكورونا.