قدم وزير الصحة طلبا للسلطات بإغلاق كامل للسودان او الخرطوم على الأقل ٢٤ ساعة لمدة ثلاثة أسابيع وذلك لمحاربة جائحة كورونا ، واقترح تقديم ثلاثة أيام قبل الإغلاق يستطيع فيها الناس تدبير شئونهم استعدادا لهذا الحظر .
بلادنا تعاني من ارتفاع كبير في نسبة الفقر ويكاد يكون ٨٠% من الشعب السوداني ضمن دائرة الفقر بالمقاييس العالمية ، هذا يعني أن هذا الإغلاق سيقود إلى ظهور مشاكل متعددة لهذه الطبقة التي يعتمد افرادها في الغالب على العمل اليومي ( رزق اليوم باليوم ) ، و بالتالي هناك حوجة لمعالجة الآثار التي تنشأ عن هذا الإغلاق.
من ناحية المبدا إغلاق السودان او الخرطوم هو أهم أولوية لانه يحافظ على الأرواح ، ويمنع الأشخاص المصابين من نقل العدوى إلى غيرهم ومحاصرة الفيروس ، و بالتالي حتى إذا لم تتوفر إجراءات توفير معينات للفقراء من الدولة فهذا لا يجب ان يقف عثرة امام قرار الإغلاق، فالشعب السوداني متكاتف وسوف يساهم الجميع في ( شيل ) بعض .
من المعالجات المهمة توفير مبلغ مالي للفئات الضعيفة التي يمكن حصرها مثل ستات الشاي، والفرشيين وعمال الورنيش وغيرهم ، على الدولة الاستفادة من الأيام التي تسبق الإغلاق في الحصر وتوزيع المقابل المالي .
توفير القمح للمخابز والمواد التموينية في البقالات يجب أن تتكفل به الدولة بشكل جاد وكافي ،الحظر سيقلل استخدام الوقود ، وبالتالي تقل الحوجة الضخمة له . المستشفيات والمراكز الصحية والصيدليات يجب أن تعمل خلال الحظر ، لتقدم الخدمة الطارئة للمواطنين . مهم العمل من قبل الدولة على تشغيل مبادرة إسعاف مركزي ، يتكفل بنقل مرضى الحالات الطارئة عبر سيارات الإسعاف المخصصة لذلك للمستشفيات ، يمكن أن يستفاد من سيارات الشركات والمؤسسات التي ستتوقف عن العمل في إنجاز ملف أسطول سيارات اسعاف في كل المدن المغلقة ، وستجد الحكومة متبرعين كثر لهذه المهمة .
لا يجب ان تخصص الحكومة ساعة مثلا للناس للخروج لشراء حاجياتهم فهذا قد يقود للازدحام وبالتالي حدوث الشيء الذي من أجله أعلن الحظر . يكتفي المواطنين بالشراء من البقالات بالحي ، مع اتخاذ كل شخص يخرج من البيت للبقالة بكافة المحاذير من ارتداء كمامة وتجنب الجلوس في البقالة بعد الشراء ، وعند عودته للمنزل تعقيم يديه والأشياء التي جلبها اذا كانت قابلة للتعقيم ثم دخوله المنزل والاختلاط بالآخرين.
الجمعيات والمبادرات الطوعية يمكن أن تنشيء مبادرات لبنوك طعام لتوزيع طعام للأسر الفقيرة ، والتنسيق مع وزارة الصحة والداخلية في التوزيع حتى يتم ضمان التزام المبادرة باتخاذ كافة الاحتياطات الصحية اللازمة لذلك ، حتى لا تكون هي نفسها سببا في نشر الفيروس .
مبادرة معقم اليد ، وهي مبادرة تلزم أصحاب البقالات وكل المؤسسات والجهات التي يتم استثنائها من التوقف أثناء الحظر والسماح بعملها ، بتوفير معقمات للذين ياتون إليها، كما يجب أن يلتزموا بكافة اشتراطات السلامة والتطهير لضمان حماية أنفسهم وحماية زبائنهم ، مع تنفيذ زيارات مراقبة من الجهات المسؤلة .
التلفزيون والراديو عليهما العمل على استضافة المتخصصين لتوعية المجتمع في خلال فترة الحظر ، باهميته وبقيمة البقاء الصارم بالمنزل وعدم الخروج مهما كانت الدواعي، الا في الحالات الطارئة التي يتم استثناءها من الدولة .
الأفكار كثيرة جدا التي تساعد في تقليل إفرازات الحظر السالبة على المجتمع ، ويجب أن تدير الدولة منتدى للاستماع لمختلف الآراء والأفكار في هذا المجال حتى تستطيع أن تطبق الحظر وتطبق أفضل المعالجات في حماية الشرائح الضعيفة .
sondy25@gmail.com