عبر تاريخهم السياسي امن كيزان السودان بمقولة الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان ( إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ) ، إستخدموها مطية في الأنقلاب على الديمقراطية ، استخدموها ذريعة للانفراد بالحكم والقرار السياسي في السودان لثلاثين سنة ، وبعد أن انتزع الشعب السوداني منهم السلطة في ثورة ديسمبر المجيدة ، صعب عليهم الفطام ، شق عليهم العيش خارج إطار السلطان ، وهاهم هذه الأيام يخرجون في مسيرات متقطعة بحثا عن سلطتهم التي زالت بأمر الشعب ، ولكن هيهات .
من عجائب وغرائب الأمور أن الزواحف في مسيرتهم طالبوا الجيش باستلام السلطة !! متحدثين عن الجوع والفقر وفشل الانتقالية، نسوا تماما شعاراتهم القديمة ، شعارات الكذب على الجماهير بالدين والله والرسول ، وهذا دليل اكيد على أنهم وعوا أول دروس الثورة القاسية عليهم ، وهي أن الدين ليس مطية وليس برنامج سياسي وإنما هو منهج عمل ذاتي ، إذا لم تنطق به اعمالك فلا يجب أن تتحدث عنه ، الحرامية والقتلة والفاسدين لا يمكن أن يرفعوا شعارات الدين الذي يدعو للأمانة والعدل والرحمة، هكذا وعي الزواحف أول الدروس ، وخرجوا يتحدثون عن الرغيف والفقراء . ذات الفقراء الذين سحقهم نظام الزواحف ثلاثين سنة وقادهم يوم بعد يوم تحت القهر والسياط والسجون لقاع الفقر ، جاء الزواحف اليوم يبكون عليهم بدموع التماسيح ، داعين الجيش لاستلام السلطة ، وكان الجيش يملك مخازن الأرض والسماء وسيبدل حال الفقراء بين ليلة وضحاها لاغنياء !
دعوة الزواحف للجيش للانقلاب على الحكومة الانتقالية تستبطن إخراج السفاح البشير والفاسدين الذين معه من السجون ، وتستهدف إضاعة دماء الشهداء والجرحى والمفقودين، هي دعوة لا تعمل في الشارع فقط، بل في مستويات متعددة ، من ضمنها الحملات الاسفيرية على أعضاء الحكومة المدنيين وعلى الوزراء وعلى رموز الثورة ، مستهدفة القضاء على معنويات الشارع ، وإحداث القطيعة بين القيادة والقاعدة ، والحملة تصل في بعض صورها إلى مرحلة التهديد بالقتل كما حدث لأعضاء لجنة تفكيك نظام الانقاذ ، وهي حملة لن يعدم الزواحف إيجاد تمويل لها فهم في الأساس تنظيم عالمي شيطاني يمد أزرعه في دول متعددة ، لابسا لباس الدين ، والدين منه براء .
لعبة الزواحف مكشوفة وغبية ، غباءها ان من يقودهم هو أنس عمر ومن يفكر لهم هو غندور ومن يكتب لهم هم حسين خوجلي والطيب مصطفى ومن يداويهم هو دكتور طارق الهادي !! فهل هؤلاء يقنعون البرهان او الجيش بانقلاب!! هل هؤلاء يملكون اي صلاحية ذاتية لكي يخاطبون الشعب ويستمع لهم !! اذا كان مفكرهم يدعوهم للخروج جماعات في عز كورونا والعالم كله يدعو إلى التباعد الاجتماعي، فهل هؤلاء قوم عاقلون يسمع لهم ؟!!
الزواحف عليهم أن يتطوروا ، ان يقدموا أفكار جديدة ومفكرين جدد وكتاب جدد ، فكل الذين أسقطهم الشعب بالدماء والتضحيات لن يعودوا مرة اخرى مهما كانت الأسباب، واستخدامهم كروت عودة غباء عظيم ، على الزواحف ان يتطوروا وإلا سيعيشون إلى الأبد في الجحور والأنفاق.
sondy25@gmail.com