الدين الذى يسمح لداعش والنصرة وبن لادن والترابى والبشير بالركوب على ظهره لكى يزهقوا الأرواح البريئة مثل الفراخ، هو نفسه الدين الذى يدفع أنصاره للتظاهر فى شوارع المدن الأميركية ضد العزل الذى فرضته السلطات لحماية الأرواح من وباء كورونا القاتل.
لكي لا يسقط ترمب في الانتخابات يستغل اليمين المسيحي الدين للضغط على حكام الولايات لكى يفتحوا البزنيس حتى لا يضر الإغلاق بفرص ترمب. وهو الدين ذاته الذى يدفع حاكم فلوريدا اليميني لفتح البلاجات والشواطئ رغم تحذير الأطباء ومسؤولى الصحة.. وهو الدين نفسه الذى يشرشح مسالة الاتعاظ بقصص الأولين وأساطيرهم كما أمرنا رب العباد.
في عام 1918 أيّام وباء الإنفلونزا الإسبانية أنهت فلادلفيا الحجر الصحي في وقت مبكر، وكان لديها رغبة لتعزيز الروح المعنوية، لكن في غضون أيام امتلات جميع أسرة المستشفيات في المدينة، وفي وقت قصير مات أكثر من 4500 شخص.
أولئك الذين لا يستطيعون التعلم من الماضي يورطون الرب حقاً. إنه الدين نفسه الذى يرى العلم زندقة وخبراء ومسؤولى إدارة الغذاء والدواء أعظم موسسات اميركا مجرد ملحدين يحركهم الليبراليون فى الحزب الديمقراطى الذين لا يؤمنون بالمعجزات الربانية؛ لان الرب مثلما خلق الداء سيطفشه بمعجزة بلا دواء. وهؤلاء نفس عينة ترمب الذي ينكر التغير المناخي، وعندما تدمر الأعاصير لويزيانا يجرون لكنائسهم من أجل الصلوات.
فى أكثر من مكان فى أميركا داهمت الشرطة الكنائس المتحديّة لاوامر التباعد الاجتماعي وأجبرتهم على الانصياع للقانون على الرغم من دفعهم بانهم يمارسون حقاَ دستورياً، وفي أكثر من مكان أغلقت السلطات المحليّة الملاعب والساحات في وجه هولاء المحافظين، وأولادهم المتعصبين.
عندما يقرر حاكم فلوريدا فتح شواطئه أمام المصطافين قبل أسبوعين من انتهاء الحظر ( من الساعة 6 صباحًا حتى الساعة 11 صباحًا ومن الساعة 5 مساءً إلى الساعة 8 مساءً كل يوم)، فهذا يعنى أن دين هؤلاء الكيزان يقول للناس إن الفيروس ليس له مفعول فى ذلك الوقت.
وعندما يتزامن معه قرار البنتاغون مدّ الحظر الذى يفرضه على سفر جنوده حتى 30 يونيو. يقول المنطق إن دين هؤلاء الغلاة سيصرع على أبواب السياسة. عندما يصل الهوس الديني باليمين المسيحي درجة تصميم إقرار بالتنازل عن الخدمات الصحية ( العلاج) كما هو مبين فى الفورم أدناه، يصبح اداة انتحار، والأدهى اأنهم يريدونك بعد أن توقع على التنازل بحضور شاهد أن تحتفظ به فى حافظة النقود داخل جيبك مع بطاقتك الشخصية.
والأدهى منه أكثر وأكثر انهم يطلبون منك إعلام اسرتك لكى يبرزوا هذا التنازل نيابة عنك فى حال صرت عاجزاً!! يا الله كم من الموبقات ترتكب باسم الدين، وكم من الأرواح يقضى عليها باسم الرب.
ماذا لو تأخرت المعجزة التى يتكلم عنها ترمب وجماعته، وبدلاً عن الشفاء تتحول مظاهراتهم وتجمعاتهم وانطلاقهم نحو الشواطئ والكنائس وملاعب الغولف إلى إبادة جماعية تحصدهم فرداً فرداً، فلا يصوتون فى الانتخابات، ولا يمسكون الأبرياء من زمارة رقبتهم؛ لكى يستجيبوا لأوامر دينية لم نشهد لها مثيلاً حتى في العصور المظلمة.!!
عندنا ناس في أقصى شمال السودان اذكياء جداً فى مواجهة خطل المتأسلمين، وكشف ادعاءاتهم، ويقينى أنهم إذا استعان بهم الشعب الأميركى سيشيرون عليه أولاً أن يطلب من ترمب أن يكون قدوة، وينظم احتفالاً في منتجعه بفلوريدا يحضره أولاده و وأصهاره وطاقمه الإداري ومستشاروه وأعضاء الكونغرس من الحزب الجمهورى .. ثم يخلى الحسابة تحسب!!!