من أغرب القرارات التي اتخذتها الحكومة هو قرار إيقاف ضخ الوقود في محطات الخدمة وقفل محطات الخدمة نهائيا إلا ثلاث محطات في كل مدينة من مدن العاصمة الثلاث.
تبرير الحكومة هو تقييد حركة الناس بتقليل صرف البنزين!!
وهو تبرير واهٍ ولا نريد وصفه بالغبي، وكأن متخذ القرار لم يعرف بعد نفسية المواطن السوداني، الذي يتصف بالعند و (ركوب الراس)، ومن الآخر لا يمكن أن تحدّ حركته بمنعه من تزويد سيارته بالبنزين .. كنت حاضراً عندما حاول شخص ما أعرفه شراء الجالون الواحد بأكثر من 1000 جنيه !!
في ذات الاطار، وفي التنوير الصحفي ذكر وكيل وزارة الإعلام الأخ الرشيد سعيد وبطريقة فيها كثير من الاستفزاز غير اللائق منتقداً الذي يتحججون ( قالها هكذا) باحتياجهم للبنزين للظروف الطارئة، مثل نقل أحد أفراد عائلته للمستشفى لظرف طارىء … قال عليهم الاتصال بالاسعاف المركزي، وسيقومون باللازم !! هذا ما قاله الرشيد/ كما قلت بطريقة تفتقد اللياقة في اختيار المناسب من الكلمات.
وأنا أقول للأخ الرشيد .. إنا كاتب هذه السطور تعرض أحد أفراد عائلتنا لظرف طبي طاريء جداً، واضطررنا إلى نقله على جناح السرعة لأحد المستشفيات الخاصة بشارع الديم بالخرطوم، وكسرنا كل قواعد الحظر، ونحن مكرهون لذلك أمس صباحاً.
صباح اليوم نفس المستشفى طلبت منا نقل مريضنا إلى مستشفى القلب باركويت.. اتصلنا بكل أرقام الاسعافات الحكومية والخاصة، وظللنا أكثر من ثلاث ساعات من اجل الحصول على إسعاف مجهز لنقل المريض ..بعد طول انتظار تحصلنا على إسعاف خاص بمبلغ 6000 آلف جنيه عدًا نقداً من شارع الديم إلى مركز القلب بأركويت!! اكرر 6000 آلف جنيه واركويت ليست اركويت شرق السودان، بل أركويت شرق الخرطوم .
هل سمعتني يا الرشيد سعيد الذي تقول إننا نتحجج !!!! دفعت 6000 جنيه لمشوار لا يتعدى زمنه أكثر من 30 دقيقة..
كان سيكون جميلاً لو أعلنت الحكومة أنها تعاني من شح الدولارات، وبالتالي لم تتمكن من تأمين الكميات المطلوبة من الوقود .. الشعب صبر من قبل وعلى استعداد لمنحكم المزيد من الصبر شريطة ان تكونوا واضحين في تبريراتكم وان تخاطبوا هذا الشعب الغلبان بما يليق من الكلمات بدلاً من يقول لنا الرشيد سعيد أننا نتحجج .
اعطني ما يكفيني شر الذين يستغلون ظروف الناس القاهرة والصعبة، وبعدها عاقبني بما استحق إذا خالفت قواعد الحظر دون سبب قاهر .
حقيقة لا أدري من الذي يتخذ مثل هذه القرارات، بل من الذي يفكر فيها من الأساس ( يا أخي حيرتونا).
ليس من العيب أن تراجع الحكومة بعض قرارتها التي اتخذتها على عجل دون دراسة موضوعية .. العيب التمادي في ارتكاب الخطأ تلو الخطأ نتيجة لتقديرات شخص نظرته لا ترى أبعد من أرنبة أنفه.
حمى الله وطننا من الكرونا ومن القرارات غير المسؤولة.