كنا جماعة بفندق الهيلتون وقتها، ومن ضمنها دكتور منصور والصديق ياسر عرمان، و تمت دعوتنا لسهرة عشاء بحى الرياض. ولما وصلنا قرب منزل الدعوة لاحظنا انتصاب خيمة عزاء تجاور منزل الدعوة فلفت نظرنا صديقنا دكتور نصرالدين شلقامي وجار صاحب الدعوة لاهمية المجاملة و رفع الفاتحة والجلوس لدقائق لمواساة والد المتوفي الذي كان شابا بالعشرينات كما عرفنا من صديقنا.
قدر والد المتوفي فعلنا احسن تقدير وشكرنا وهو على تاثر بالغ بمواساة المجموعة له. وأستاذناه ودلفنا الى البيت المجاور مكان الدعوة. وجدنا ما لذ وطاب قد تم تجهيزه وبدا احدهم من أهل العزومة في الاتصال الملح المتكرر بالموبايل بالمغني لكي يسرع في القدوم. لحظات و حضر المغني منتشيا بعوده.ولكن وبعد لحظات فوجئنا بحضور والد المتوفي شخصيا الذي قمنا بتعزيته قبل قليل وسط دهشتنا جميعا وجلوسه معنا .
بدا المغني في وزن العود.دكتور منصور الذي كان جلوسا على يساري ظهر لي ومن تعابير صوتية خافتة محتجة وقلق بقدميه وجسده انه غير مرتاح للامر بكليته ولم يستغرق الامر وقتا وكان قد وقف على قدميه مقترحًا علينا المغادرة. و بينما نحن نغادر ونقف بالشارع نتبادل التعليق على ما حدث أبدى منصور وأبان رأيه واضحًا وهو ان من غير اللائق وغير الأخلاقي ان نجلس في عزومة عشاء مع ذات الرجل الذي كنا قد (شلنا) معه الفاتحة قبل قليل مواساة له في فقد ابنه.
اي أخلاق عالية وحساسية متفردة تميز بها الدكتور منصور خالد عليه الرحمة والمغفرة .