إن الحملة الشعبية التي أطلقها رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك قبل أيام من أجل بناء وتعمير بلده تحت شعار “القومة للسودان”، لهي مبادرة جديرة بالإعجاب والتأمل والمشاركة فيها، وقد لقيت هذه المبادرة تأييدا وترحيبا شعبيا واسعا داخل السودان وخارجه، وأيدتها أحزاب ورجال أعمال وفنانون وكتاب وناشطون وقيادات حركات مسلحة، وانهالت التبرعات عليها من مختلف الكيانات السودانية.
وبرغم التطورات الحزينة بشأن وباء كورونا والملابسات المعقدة المرتبطة بالقضايا السودانية أيقظت المبادرة روحا جديدة وأملا في شحذ الهمم للعبور بالسودان إلى بر الأمان، بعد أن خاض السودان معارك مريرة على مدى العام الماضي، وواجه تحديات عديدة على جميع المستويات.
إن أمن واستقرار ووحدة السودان ومستقبله ليس فقط أولوية ولا مسئولية السودانيين وحدهم، بل يجب أن تكون أولوية ومسئولية كل العرب، في الشرق وفي الغرب، وفي مقدمتهم مصر، ومن هنا أدعو المصريين والعرب جميعا إلى التشرف بالمشاركة في مبادرة “القومة للسودان”، ليكون السودان مرة أخرى هو باعث الروح في هذه الأمة ، التي تكالبت عليها النوائب من كل نوع ومن كل حدب وصوب.
إن النجاح في دعم السودان والوقوف معه، يمكن أن يصبح بداية لتلاحم ونجاح عربي كبير في ملفات أخرى، حيث تواجه المنطقة تحديات مصيرية فارقة، تفرض علينا جميعا تجاوز الحسابات الضيقة والخلافات الصغيرة، وألا نسلم مصيرنا لدعاة الفرقة والانعزالية والأنانية.
إن التضامن مع السودان الذي يواجه الآن تحديات وجودية، ووحدته وسلامه واستقراره على المحك تتطلب شحذ كل الهمم المادية والمعنوية، وتحركا شعبيا ورسميا يؤكد للشعب السوداني أننا معه، وليكن السودان البداية.