….بسم الله الرحمن الرحيم…
….….
.. العنصر الأول : محل الوعي :
..لأن الوعي من أهميات الحياة التي ترعى نظام الفرد والمجتمع ، بأهمية قيام دولة ذات أركان ، إنما تنهض عليها أمة وحضارة مجتمع بأكمله .
…لما كانت الدولة تتكون من مجتمع والمجتمع متكون من لبنات هي الأفراد…فإن دولة جمهورية الوعي إنما أساسها هو هذا المجتمع المتأسس على لبنة الفرد هذه ، وكل لبنة لها لبنة أخرى تشكل الأصل الذي يبنيها ، فالفرد لبنته المعنوية هي الوعي ، وهذا بالضرورة يذهب بالمجتمع لتكون لبنته هي وعي الأفراد أيضاً…
..والوعي هنا له أنواعه وأنماطه ، وعي بسيط للتعامل ، يقود عملية التواصل بين الأفراد وداخل المجتمعات الممتدة المكونة للأسر والعشائر وداخل المؤسسات المختلفة الجامعة للأفراد ، ووعي أعلى ، وهذا بإدراكه عند المجتمع ككل يقوم هذا المجتمع بدوره تُجاه بلده بالصورة الأسلم و المطلوبة من مراقبةٍ لسلطته وتقييمها وتقويمها ، وقيادة البلد كلها في سبيل التقدم والنهضة ، عبر الإختيار السليم الواعي لمؤسسته الحاكمة باعتبار رشدانيتها ، وهي قطعاً دليل رشدانية المجتمع وهذه الرشدانية متولدة من وعي مسيطر على أفراد المجتمع ومن ثم المجتمع كله.
…من هنا أنت تدرك خط سير أي بلد ، من خلال مايظهر لك من تجلي وعيه بقضايا بلده ، وعي المجتمع بطبيعة إدارته الحاكمة ، وعيه بنمط إقتصاده ونقطة توازنه أو حيادته عنها ، وعيه بجانبه الأمني العام والتفصيلي ، داخلياً وخارجياً ، وعي هذا المجتمع بقضاياه السياسية المهمة ، وتغاضيه عن بعضها ممن ليس في حاجة لمتابعته للتركيز على أهمها ،وألحَّها ، الوعي الصحي والوعي الثقافي أيضاً تركيبتان من الوعي مهمان جداً فبالأول نشاهد مجتمعاً صحيحاً معافىً أو هكذا ينبغي ، وبالثاني ، يبني المجتمع حضارته ويضع عليها لمَساته المميزة له عن غيره من المجتمعات فتكون المَيزة النسبية الحضارية لكل مجتمع عن طريق وعيه وإنتاجه الثقافي والفكري والإبداعي حاضرة ، ثمة نقطة ذات أهمية أخرى ، وعي المجتمع بكل مكوناته للنقطة التي هو فيها من معاناة أو مشاكل وأسبابها وحلولها ، أو درجة تقدمه ونهضته الإقتصادية والحضارية والسياسية والإجتماعية ومدى تجاوب أفراد المجتمع مع المتغيرات التي تحصل في كل هذه المتعلقات .
…