غنى الفنان المرهف حمد الريح شفاه الله ..ما دموع رجال بتهد جبال .. هداره زي رعد المطر ..
واستسمحه في استعارة ما غناه، ليكون عنواناً لهذا المقال، الذي أعلم علم اليقين ما سوف ألاقيه من هجوم كاسح مقروناً بأوصاف كثيرة بأنني اصبحت ملمعاً للدعم السريع و……و….الخ ما سأعانيه، ولكني قررت ان اقول كما قال محمد طه القدال :
اخير لك اقول البحرق حشاي
اخير لك افضفض جراب الخبايا
اقول الكلام البفكفك سوارك
يوقف جدارك ويرفع عضايا
تضيع الرموز التغتي الكلام
الدموع التي سالت من حميدتي أمام أجهزة الإعلام المحلية والدولية هي التي أتحدث عنها.
لاول مرة يقف الرجل بهذا الضعف، وهو يشتكي ودموعه تسبقه .. والى من كان يشتكي؟ والى من هو يبث حزنه وقلة حيلته إلى الشعب السوداني، الذي (ضاق) منه الأمرين، وتلك قصة سنأتي لها في حينها في سياق هذا المقال .
ابدا لم تكن مصادفة أن تندلع كل هذه المواجهات الدامية في سبع ولايات مختلفة في فترات متقاربة من كادوقلي مرورا ًبالجنينة، وحتى كسلا وبورتسودان .. وبدأ شاهدا لكل ذي بصيرة أن معركة شد السودان من الاطراف قد بدأت فعلياً.
ويتزامن ذلك مع ظهور كثير من التهديدات المباشرة عبر تسجيلات صوتية حية من عدد من رموز النظام المباد، وفي تحدٍ واضح وسافر .
وحميدتي يقول – وهو محق في ذلك- إنهم يريدون سحب وجر الدعم السريع في معارك طرفية هنا وهناك لتحقيق هدفين .. أولها إنهاك هذه القوات، وثانيها إخراجها من الخرطوم ليخلو لهم الوضع في العاصمة؛ ليتمكنوا من تنفيذ مخططتهم بكل سهولة ويسر .
حميدتي ايضاً قالها وبكل وضوح إنهم اتفقوا مع بقية الأجهزة الأمنية، وقطعاً يعني القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن على تجاوز ما حدث، وقال إنه سيطبق فوراً ما اتفقوا عليه، ولكن هل ستقوم بقية الأجهزة بالتطبيق … وكرر هذه الجملة اكثر من ثلاث مرات، وهذا يؤكد انه غير واثق منهم تمام الثقة . وزاد على ذلك أنه مستعد تماماً للتحقيقات الجارية بخصوص فض الاعتصام، وشهداء الثامن من رمضان !!
يا ثوار ديسمبر .. ما هي طلباتنا من حميدتي؟ موقفه من فض الاعتصام، وهل قواته شاركت أم لا؟ وما هو دوره في فض الاعتصام ومجزرة الثامن من رمضان، والايام التي تلت فض الاعتصام في ولاية الخرطوم؟ .. الرجل قال لنا بكل وضوح وشفافية إنه مستعد لذلك.
الوضع الان يتحرك ببطء نحو الأسوأ، وهناك سيولة أمنيه رهيبة، وهناك تهديدات من أعوان النظام السابق، وهناك فتن بدأت تنجح، وتأتي أكلها بين الجيش وقوات الدعم السريع والشرطة، وما حدث في مدينة كادوقلي رسالة واضحة جداً ان الاصطدام بين هذه القوات لا نستبعد حدوثه حتى داخل الخرطوم إذا سارت الامور على هذا النحو.
والواضح أكثر أن حميدتي يشكو من عدم تعاون أجهزة الأمن، وبالذات جهاز الشرطة ووزارة الداخلية .
والوضع كذلك … ما المطلوب من الثوار ولجان المقاومة لتفويت الفرصة على كل المتربصين بأمن الدولة؟
هو ان نضع يدنا في يد حميدتي وبشروط واضحة.
اولاً: هو يبريء ساحته من مجازر فض الاعتصام والثامن من رمضان .. ثانياً أن يتم تطهير جهاز الشرطة من كل عناصر النظام المباد، وبأعجل ما يكون، وأن يتم تكوين جهاز الأمن الداخلي وبأسرع ما يمكن .
والأهم من هذا كله أن يتم اتخاذ الاجراءات الأمنية الرادعة لكل اصحاب اللايفات الذين يدعون للعنف والقتل .. هؤلاء معروفون باسمائهم وعناوينهم وتسجيلاتهم موجودة بالصوت والصورة .
والشرط الأخير هو ضرورة التحرك السريع لمحاكمة رموز النظام السابق القابعين في السجون لفترات طويلة دون محاكمات، وعلى النائب العام إما أن يتحرك كما تقتضي ظروف المرحلة أو يستقيل من منصبه فوراً، ويتم اختيار من هو أكفأ منه وأكثر دينميكية .. وصدق الثوار عندما اسموه بالنائم العام .
الوضع الأمني هش للغاية، وأي تهاون سندفع جميعنا الثمن الغالي، وسنندم حيث لا ينفع الندم.
أركان النظام المباد يحشدون في كل الاتجاهات .. في إثارة الفتن والشائعات والوقيعة بين القوات المسلحة والدعم السريع، وأعوانهم موجودون بكثرة داخل الأجهزة الأمنية، وداخل الجيش، وداخل الشرطة، ويشعلون النار بين القبائل في الشرق والغرب.
ونحن لا نريد أن نخرج من مربع .. من فض الاعتصام .. نعم دماء الشهداء غالية علينا جداً، ولابد من الاخذ بثأرهم، والقصاص من المجرمين، ولكن يجب ألا ننسى أننا ايضاً مواجهون بحرب نتائجها كارثية، وربما ستكون أسوأ من مجزرة فض الاعتصام اذا تراخينا اإلى هذا الحد .
اللهم بلغت … اللهم فأشهد