إحباط غريب ، ليس تشاؤما ، لكنه الفشل في تجميع أي قدر من التفاؤل . إحساس عميق بأنني لم أتمكن من تقديم أقل القليل لوطني ، وأنني منصرف عن هذه الدنيا قريبا . جزء من تغيبي وكثير من المخلصين كانت وراءه مواقف ومنطلقات سياسية . وجزء أكبر كان بسبب التغييب المتعمد للآخر حسدا ، وطمعا ، وحقدا ، وأنانية . وبعض التغييب كان وراءه أناس تعتبرهم أعزاء وأصدقاء وزملاء ، لكنهم يستمتعون بتواضعك وابتعادك عن الغنيمة .
لا يهم ، فكلنا سنذهب . لكن هل وضعنا أسسا جيدة لنهضة الوطن ؟ لا ، ثم لا . بل أسسنا للهدم ، وأسسنا لانقراض الوطن. هذه الحالة التي يعاني منها الوطن لا أمل للخروج منها إلا عبر إخلاص المخلصين ، ولا أحد يمنح المخلصين الفرصة ، وبالتالي فإنا مغرقون. وانتم تحسبون أنكم تحسنون صنعا ، وعملكم مُحبَط ، ولن يقام لكم يوم القيامة وزنا .
نحن نحفر حفرة السوء لبعضنا البعض . ويوما ما سنجتمع فيها جميعا .