ما زال كيزان السودان يتوهمون انهم انصار شريعة الله، وحراسه على الأرض. وأنهم أولى الناس بالدين والوطن، حتى لو احالوه خرابا والحقوا به ما لم تلحقه القنبلة الذرية بنيازاكي وهوريشيما في اليابان.
لو خرج الاخوان المسلمين في مصر، او في الجزائر، أو في مدغشقر، أو في بلاد الواق واق.. يتحدثون عن الشريعة وان الأسلام هو الحل، ربما صدقهم احد ممن لم يسمع عن تجربة نظرائهم في السودان.
اما ان يظن اي كوز سوداني بعد كل ما فعله بالدين والوطن وإنسان السودان، انه حارس قيم الشريعة والامين عليها فتلك أضحوكة ونكتة سخيفة.
عشنا معهم 30 عاما من التدمير الممنهج للدين والوطن، وما زال ظنهم أن بامكانهم ممارسة الاستهبال السياسي. جمعة غضب.ّ .. قال ايه الشريعة في خطر … يا سلاااااام..
وكانما كانوا يرفعون راية الشريعة حقا ويحافظون عليها ويقدمون للعالم الأنموذج المأمول للنظام الاسلامي..!!
كنا نسالهم في حلقات النقاش بالجامعات عن تفاصيل النظام المأمول في الجمهورية الكيزانية المرتقبة…تجاهلوا مناقشة النظام وتفرغوا لبحث اقرب السبل للوصول إلى السلطة. اذكر انه دار حديث حول الجمهورية المرتقبة بين مجموعة من الطلاب، ولما استطال الكوز في حديثه عن الدين، قاطعه زميلنا الجنوبي قائلا: (لكنكم حزب سياسي وليس حزبا دينيا والدليل أنني في الجامعة ثلاث سنوات لم احضر لكم ندوة دينية واحدة مقابل عشرات من الندوات السياسية)… لذلك الدين كان وما زال مجرد مطية لحزب شيهته مفتوحة على دنيا يعمل بها بدأب وعزيمة كل من ينتمي اليه..!!
لم يناقشوا ولم يعرفوا حتى اليوم تفاصيل دولة الشريعة التي يتحدثون عنها أكثر من نصف قرن. حتى عندما بدأوا باسلمة البنوك، أصبحت هذه البنوك وسيلة للمضاربة وتجويع وافقار الناس.
الكيزان حين يتقمصون دور الأنبياء اليوم، يكاد استقطابهم للناس ينجح، لكن لسوء حظهم كل ركن مدمر في السودان يحكي عن مخازيهم
بعد عام واحد من استيلاءهم على السلطة روج كيزان السودان عزمهم تطبيق أحكام الشريعة حتى من دون أن يتعرفوا على ماذا يريدون، مطالبين الأمة السودانية بالصيام في،ذلك اليوم احتفالا بالشريعة القادمة.
قبل ذلك بشهرين كانت حكومة الجبهة الاسلاموية قد اعدمت 28 ضابطا من خيرة أبناء القوات المسلحة في الليلة الأخيرة من شهر رمضان. بعضهم دفن حيا ولم يعرف أحد كيف واين تم قبرهم إلا بعد 30 عاما من الغدر. وقبل هؤلاء كانت يد الإسلامويون تتلطخ بدماء مجدي محجوب وجرجس في حفنة دولارات من حر مالهم، لم يكن ليقبلها شبل من.اشبالهم لاحقا في صفقة بيع مساحة صغيرة من اراضي للسودان لأحد صغار الغزاة الاقتصاديين للبلاد. وقد علمنا لاحقا انهم برعوا في بيع الدين والوطن بابخس الأسعار.
هم وكانما كانوا يتطهرون من طهر الدين ويتشكلون كعصابة مهمتها القتل وسفك الدماء حتى لو كان العنوان والشعار يشي بغير ذلك.
الشاهد ان المجرمين الذي كانوا يحتفلون مع شعب السودان بالشريعة، كانوا قد اشبعوا الأمة قتلا وسفكا للدماء… هذا فضلا عن تسريح عشرات الآلاف من العاملين عن أعمالهم… وقد قيل عن مثل ذلك قطع الاعناق ولا قطع الأرزاق.
وكانت أيضا بيوت الأشباح قد امتلأت عن آخرها وسقط ضمن جحافل الشهداء الدكتور أحمد فضل شهيدا بمسمار في رأسه.
توالت انتهاكات أدعياء الشريعة بين القتل والطرد من الخدمة واستهداف أرواح الشباب في الجامعات والخدمة المدنية وبث الرعب في النفوس واغتصاب النساء واشعال الحروب في كل مكان.
30 عاما من الحكم الفاسد خسر فيه الوطن ثلث مساحته في الجنوب، وثلاثة ارباع قوته الاقتصادية. وبينما كانت جحافل جيوشهم تتنمر على الشعب وتحصد أرواح الابرياء.. كانت مصر تحتل مثلث حلايب وغيرها من الاراضي في الشمال وإثيوبيا تحتل الفشقة.. وكانت جحافل الفساد تدمر الاقتصاد السوداني وتسعى في أرض الوطن فسادا يقضي على مشروعاته الكبرى..
القطن الذي كان يمثل 50% من صادراتنا يختفي من المشهد، وكذلك الصمغ العربي الذي كان يحتكره السودان. وباسم الخصخصة تدمر الايدي الطاهرة المتوضئة مصانع الالبان ومصانع العزل والنسيج ومصانع التمور…الخ..
انتهى عهدهم بفساد ونهب وتدمير… واليوم يتظاهرون بالغضب على ما لحق الدين من أذى مزعوم… كان بالإمكان لكيزان السودان استغلال هذه السانحة التي لم تتح لحزب في العالم 30 عاما من الانفراد بالسلطة لإنزال كل أفكارهم (ان وجد لهم فكر) على أرض الواقع.. لكنهم انشغلوا بالدنيا وجمع المال والمضاربات والسمسرة … انشغلوا بالدنيا ومفاتنها ونسوا الله فانساهم انفسهم .. ثم اذا ما وقعت الواقعة وزحزحوا عن السلطة غضبوا وتحينوا الفرص للخروج والتظاهر… وسموا كل ذلك غضبة الجمعة من أجل الشريعة…والواقع أنه غضب من خسر سلطة وثروة غير مستحقة..
إنهم يصرخووووووون