ولد الأستاذ سيد طه شريف بجزيرة صاي في عام 192م، وتلقي تعليمه بمسيد الشيخ أحمد هاشم، ثم الأولية بعبري.
رغم نجاحه لم يقبل بمدرسة حلفا الوسطي، فسافر به والده الي مصر، وألحقه بالأزهر الشريف في عام1936م بالمرحلة المتوسطة قسم المبصرين، وتخرج فيها بتفوق بنهاية 1941م، ثم انتقل إلى المرحلة الثانوية، واجتاز الامتحان النهائي، وأحرز الشهادة الثانوية بنهاية 1946م.
التحق بكلية دار العلوم في عام 1947م؛ إذ كان متفوقاً كعادته، وفي العام الثالث من التحاقه بالكلية أُلقي عليه القبض لنشاطه السياسي مع الحزب الشيوعي المصري، وحكم عليه بالسجن عامين مع الأشغال الشاقة.
أُلقي به في سجن ليمان طرة، بعد أن رفض إبعاده من الأراضي المصرية، فقال قولته الشهيرة: “أتيت الي مصر من أجل التعليم، ولن أغادرها إلا بعد إكماله”.
كانت السجون المصرية مرعبة آنذاك، وتتفشي فيها الأمراض الفتاكة، حيث توفي في السجن صديقه ورفيق نضاله الشهيد صلاح البشري؛ مما ضاعف معاناته وحزنه لكن لم يفت في عضده أو ينال من عزيمته.
تعرض لشتى أنواع التعذيب، وكان يزداد تمسكاً بحقه في إكمال تعليمه، فكان يؤتى به مقيداً يرسف في أغلاله الي قاعة الامتحانات ليؤدي امتحاناته، ثم يعاد تقييده أمام زملائه الطلبة إمعاناً في اذلاله، ثم يرحل إلى السجن حتى تخرج في كلية دار العلوم عام 1951م.
عاد إلى السودان بعد إكمال مدة العقوبة عام 1951م، والتحق بوزارة المعارف معلماً بالمدارس الوسطى، والتحق بمعهد بخت الرضا متدرباً، ثم عمل بمدرسة أمدرمان الأميرية الوسطى، ثم مدرسة ملكال الوسطى.
نقل إلى مدرسة عبري الوسطى عام 1958م، ثم غادرها مترقياً إلى مدرسة الفاشر الثانوية عام 1960م، ثم إلى مدني الثانوية عام 1965م.
نقل الي مدرسة المدينة عرب الثانوية مؤسساً ومديراً لها عام 1969م، ومنها أطلق سخريته الشهيرة (وجدت العرب ولم أجد المدينة)..عمل مديراً لمدرسة الحصاحيصا الثانوية عامي 76…77م، ثم مدرسة مدني السني الثانوية حتى عام1978م، ثم الأبيض الثانوية مديراً حتى تقاعده عام 1990م، حيث ودعته مدينة الأبيض باحتفالات أسطورية.
لم يركن للراحة بل عمل أستاذاً بالجامعة الأهلية ردحاً من الزمن حتى أقعده المرض، وودع هذه الفانية عام 1996م، رحمه الله
بحلول عام 1989 كان قد فرغ من تأليف كتاب أسماه (أحداث ومواقف في مصر والسودان. في الفترة من 1938….1988م)، يؤرخ فيه تاريخ حركة اليسار المصري والسوداني بصفته كان عضواً فاعلاً في الحزب الشيوعي السوداني، حيث عاصر نشأة الحزب، وكان ملماً بكافة تفاصيل وأسرار العلاقة بين الحزبين السوداني والمصري.
وكان عنوان الفصل الأول من الكتاب (بين هنري وعبد الخالق)، وصدر إعلان بقرب صدور الكتاب في جريدة الأيام عام 1989 حيث تزامن مع انقلاب الإنقاذ المشؤوم، ولم يكن ممكناً إصدار الكتاب في تلك الظروف، مما حدا بالمرحوم بسحب الكتاب من المطبعة، ثم علمت من كريمته أن الكتاب بحوزة أستاذ سوري يدعي عبد العزيز بطيخة صديق للمرحوم وزميل دراسته في كلية دار العلوم حيث أقنعه بأنه سوف يطبع الكتاب في مصر أو سورية.
غادر بطيخة الي مصر، واستقرّ بها، وتوفي بعد فترة قصيرة ثم ضاع أثر الكتاب.
عليه تحقيقاً لرغبة المرحوم، وإثراء للمكتبة السودانية، نناشد كل من لديه علم بهذا الكتاب المهم أن يبادر بالاتصال بنا عبر الوسائل المتاحة وله منا الشكر أجزل.
المقال عن أستاذنا واستاذ الأجيال الراحل سيد طه شريف مكتوب بقلم ابن أخيه الأستاذ محمد حسن طه شريف، وقد نقلته الي صفحتي في الفيسبوك بتاريخ 10 يوليو 2019.