تلتئم اليوم الثلاثاء قمة إفريقية مصغرة للتداول حول سد النهضة الإثيوبي وقال وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس إن السودان تلقى دعوة من جنوب
إفريقيا الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي للمشاركة في القمة المصغرة بشأن سد النهضة .
وأضاف عباس نتطلع للمشاركة في القمة بغرض التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل السد.
وأفادت مصادر مقربة للري السودانية أن أجندة القمة ستتطرق للملء في فترة الجفاف في المديين المتوسط والطويل وإلزامية الاتفاقيات المبرمة حول السد وملئه وتشغيله .
وقللت المصادر في حديثها لـ(التحرير ) من أهمية القضايا الواردة بأجندة القمة وقالت انها لن تخدم أي غرض للسودان ولا لمصر كذلك ، داعيا لالتزام أثيوبيا بالقانون الدولي وتحديد سلامة وأمان السد .
وقال وزير الطاقة والتعدين السوداني السابق عادل إبراهيم لـ(التحرير)
أن بدء ملء سد النهضة دون تنسيق مسبق مع مصر والسودان يؤثر سلبا على الكهرباء بالسودان ، راهنا إستفادة الإمداد الكهربائي بالسودان منه وتحسن موقفه عند ملء السد بالكامل أو ملء نصفه شريطة استمرار التنسيق بين الأطراف كافة في كل مرحلة .، لافتا الى مضاعفة أثيوبيا في عهده لكميات الكهرباء لـ(200) ميقاواط يوميا.
وقطع عضو اللجنة الفنية الدولية للتفاوض حول سد النهضة السابق دياب حسن دياب في حديث لـ (التحرير) بإحتمال نجاح القمة بشروط مجحفة لصالح أثيوبيا
وأشار لتسبب بدء ملء سد النهضة في تراجع تصريف سد الروصيرص أمس الاثنين لـ١٢٤ مليون م.م مقارنة مع ٤٤٨ مليون م.م. العام الماضي وتصريف سد سنار لـ ٧٣ مليون مقارنة مع ٣٧٣ مليون م.م العام الماضي واثر ذلك على مقاس الخرطوم أمس الاثنين لـ ١٢ م مقارنة مع ١٤.٦ م العام الماضي وسوف يستمر هذا الانخفاض لفترة تتوقف على كمية الامطار بإثيوبيا غير أن السبب المباشر هو بدء ملء سد النهضة بدون تنسيق و إتفاق ملزم مع دولتي السودان ومصر.
وقال دياب أن وجهة نظر اثيوبيا ترتكز منذ بدء إنشاء السد فى 2011 على عدم الاعتراف بالآخر وكسر القانون الدولى للإخطار المسبق وهي بذلك اثيوبيا هيأت الشعب والإعلام والبرلمان بأن النهر نهرها والأرض أرضها والسد سدها والسيادة سيادتها بهذه النظرية بنت السد بدون اتباع اى قوانين دولية للاعتراف بالآخر وحتى الأسس العلمية المتبعة لانشاء مثل هذه السدود لم تأخذ بكاملها مما يهدد امن دول المصب.
وأشار لرفض اثيوبيا من خلال هذا المبدأ تكملة الدراسات واستمرت فى التشييد الى شبه النهاية. وايضا بدأت الملء الأول دون أخطار مما اربك التشغيل فى السدود ومحطات الطلمبات على مجرى النيل الأزرق والريئسى وحتى النيل الابيض خلف جبل اولياء.
وهذا يعتبر بداية فى حدود 4.9 مليار م3 للوصول إلى منسوب 470 للتوليد توربينات الصغيرة .
وأضاف : إذا كان الوارد عالي فقد لايؤثر ذلك فى المنظومة ولكن بدون إتفاق فستبقى سابقة تاريخية يمكن لكل دول المصب أن تحذو حذوها.
وقال بما ان موقف اثيوبيا أقوى فى التفاوض فى ظل ضعف ومساندة السودان لاثيوبيا مما يضع مصر فى موقف ضعيف ، متوقعا إقدام اثيوبيا على الموافقة على التوقيع غير المشروط وفشلت المباحثات الأخيرة حول السد والتي تمت برعاية الاتحاد الإفريقي وحضور مراقبين أفارقة وأوروبيين وأمريكيين في إحداث إختراق ملموس في مفاوضات الملء والتشغيل وقال الخبير في مياه النيل د. أحمد المفتي لـ(التحرير) ان القمة لن تخرج بنتائج إيجابية لسببين أولاهما عدم قبول الجانب الأثيوبي بإلزامية آلية حل النزاعات ، فضلا عن رفضها الدخول في أي اتفاق ملزم وتفضيلها الاتفاقات غير الملزمة لأنها حصلت على كل ما تريد دون أي مقابل ، مستشهدا في ذلك بالخطأ الذي إرتكبته العراق بعدم وصولها لإتفاق ملزم مع تركيا الأمر الذي تسبب لها في معاناة من شح في المياه.
و أشار د. المفتي الى أن هذه القمة المصغرة نقطة تحسب لصالح الجانب الأثيوبي لمنحها شرعية صريحة وبلا مقابل للملء الأول الذي بدأته وكل ملء وتشغيل لآحق بإرادة أثيوبية منفردة كما حدث في كسب السودان ومصر تشييد السد مشروعية بإعلان المبادئ
ولفت دياب لغياب الدراسات للآثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية للسد والتي يفترض أن تتم فى مرحلة دراسة الجدوى ،غير أن اثيوبيا لم تقم بذلك مما إضطر لجنة الخبراء في إصدار توصيات في التقرير الختامى فى مايو 2013 بضرورة إجراء الدراسات الهايدرولوجية لتشغيل منظومة السدود فى السودان مع سد النهضة بعمل نموذج او محاكاة و ودراسات للبيئة وآثار بحيرة سد النهضة على الحياة فى بحيرات السودان وأثرها على الأسماك واثار تقليل الطمي من البحيرات والمشاريع خاصة الجزيرة ومداخل الطلمبات وايضا الاثر فى المدى البعيد على المورفولوجى النهر من حفر وانهاء الجزر وانهاء خصوبة الأرض ومالات استعمال الاسمدة والمبيدات على صحة الانسان من امراض كالسرطان واليرقان الكبدى كما فى مصر وايضا الاثر على كماين الطوب والغابات النيلية والري الفيضى وتغذية المياه الحوفية والأثر على التوليد الكهربائى وأن تتم الدراسة التفصيلية بواسطة مستشارين دوليين لتعظيم الفوائد وتقليل المضار غير أن هذه التوصيات لم تنفذ حتى اللحظة رغم بدء الملء.