تقرير خاص: هالة حمزة
استقبل كثيرون في الشارع السوداني بفرح نبأ الاعتذار الرسمي من المملكة العربية السعودية بإيقاف صادر الهدي والأضاحي لحج هذا العام لإنسحاب ذلك ايجاباً على توفير الأضاحي للمواطنين، وبأسعار معقولة نسبياً حيث تشهد ارتفاعاً كبيراً بالأسواق الرئيسية (قندهار والخوي) بأم درمان من (13,5 ـ 15 ) ألف جنيه للرأس في حدها الأدنى ومن (15 ـ 25 ـ 30) في الحد الأعلى والتي تعادل ما بين (95) لـ (175 ـ 210) دولار لأقل وأعلى سعرا للأضحية.
ودافع عدد من المنتجين عن الأسعار العالية التي حددوها لخراف الأضاحي هذا العام لإرتفاع تكلفة الترحيل من مناطق الإنتاج لمناطق الإستهلاك بسبب ندرة الوقود، الرسوم والجبايات المحلية وارتفاع أسعار الأعلاف
وأشار وزير الثروة الحيوانية المكلف د. عادل إدريس لتلقيهم خطاباً رسمياً من السعودية تعتذر فيه للسودان عن إيقاف صادر الهدي والاضاحي لحج هذا العام.
وقال ان خطاب السلطات السعودية للحكومة السودانية شمل تبريرات عدة أهمها عدم وجود سوق للهدي، بجانب ضعف أعداد الحجاج، وإختصار حج هذا العام على المواطنين والمقيمين بالمملكة فقط، إضافة لآثار جائحة كورونا على المملكة.
ولفت إدريس لاستمرار الصادر العادي دون توقف غير أن المملكة استغنت عن خدمات 164 طبيبا بيطريا كانوا يغادرون سنوياً إلى السعودية بغرض التفتيش والإشراف على صادر الهدي لإرتباط عملهم بموسم الحج وقال إن السودان كان يصدر الهدي والاضاحي للمملكة مابين 600 – 800 ألف رأس من الضأن.
وأكد عدد من المواطنين الذين تحدثوا لـ(التحرير) عدم قدرتهم على شراء الأضحية هذا العام بسبب إرتفاع الأسعار لمستويات قياسية لا تتناسب و الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها من ارتفاع حاد في تكلفة المعيشة وغلاء طاحن في معظم السلع الاستهلاكية الضرورية
وقال المواطن محمد عليان الضو لـ(التحرير) إن ميزانيته الضعيفة لن تمكنه من الأيفاء بالأضحية هذا الموسم ، مشيرا الى أن هنالك ترتيبات من بنك العمال لطرح خراف الأضاحي للعاملين بالأقساط بواقع (13,5) الف جنيه للرأس على اقساط (10) أشهر، مبينا أنه لا يرغب في الحصول على الأضحية من محفظة البنك لأن الإستقطاع لمدة (10) أشهر يعتبر عبئا كبير في حد ذاته على الراتب البسيط والذي يضطرني للضغط على المستلزمات المعيشية الضرورية لأبنائي .
وقال الموظف محمود جامع لـ(التحرير) ان الأضحية هذا العام فاقت قدرة المواطنين وتوقعاتهم كذلك لارتفاع أسعارها بشكل جنوني متوقعا كسادها وعدم الاقبال على شرائها من المواطنين من ذوي الدخل المحدود باستثناء الأغنياء .
وتشهد اسعار اللحوم بأنواعها بالخرطوم ارتفاعا كبيرا لـ (800 ـ )جنيها لكيلو الضأن و( 550) جنيها للعجالي
وأشار نائب رئيس شعبة مصدري الماشية السابق محمد الى أن الأضحية ستكون متوفرة هذا الموسم للمواطنين بمختلف الأوزان خاصة بعد ايقاف الهدي والذي يؤدي لخفض الأسعار بالداخل ، مشيرا الى أن غالب المنتجين كانوا يوفرون الضأن للهدي ولعودة الحجيج للبلاد والذي يشكل سوقا أيضا للبيع والشراء مما يقفز بأسعار الأضحية .، كاشفا عن تعاون التجار مع المحافظ الحكومية لتوفير الأضاحي بالأقساط للعاملين بالمؤسسات والوحدات الحكومية بواقع (13,5) الف جنيه للرأس الواحد تسدد خلال العام .
وقال مقرر شعبة الماشية الحية السودانية، خالد علي محمد خير لـ(التحرير) أن أسعار الخراف تشهد هذا الموسم ارتفاعا من مناطق انتاجها بشمال كردفان (الخوي ، عيال بخيت ، الخماسات ) حيث يبلغ سعر الرأس الواحد من الضأن الحمري والكباشي (15)الف جنيه من غير تكلفة الرسوم والجبايات الحكومية والاعلاف وعمالة الرعي والترحيل من مناطق الانتاج للسوق الداخلي لـ(260) الف جنيه للشحنة الواحدة وتسير في ارتفاع في ظل انعدام الوقود ،مؤكدا ارتفاع تكلفة الاضاحي في السوق المحلي لـ(18ـ 25)الف جنيه فأكثر
وتوقع حدوث ارتفاع كبير في أسعار خراف الأضاحي في الأسواق الداخلية هذا الموسم بسبب ارتفاع التكلفة والترحيل والرسوم والجبايات والممارسات السالبة في قطاع الصادر والتي أثرت على السوق المحلي .
وقال المنتج التاجر بسوق قندهار بأم درمان أحمد محمد لـ(التحرير) أن الأسعار بالسوق تتراوح ما بين (15 ـ 16 ـ17) الف جنيه للخروف الحمري المتوسط أما الحمري الكبير (الجلاكسي) زنة (45) كيلو فتتراوح أسعاره ما بين (18 ـ 22) الف جنيه وتشتريه في الغالب فئة معينة من التجار ورجال الأعمال والشركات الكبرى،أما الخروف الكباشي فيبلغ سعره (14,5) الف جنيه ويزن (37) كيلو.
وتوقع أحمد انكشاف السوق ما لم يبادرالمواطنين بالاسراع في الشراء ، وقال ان معظم خرافه التي أدخلها السوق في طريقها للنفاد والعيد تبقى له (5) أيام ، لافتا لارتفاع الاقبال على الخراف الحمرية مقارنة بالكباشية .
وشكا من ارتفاع تكلفة الترحيل من مناطق الانتاج لـ(1000) جنيه للرأس الواحد وقال انه قام بترحيل (400) رأس بمبلغ (65) الف جنيه للشحنة وهذا مبلغ كبير يضطر المنتجين لزيادة أسعار الأضحية لمقابلة التكلفة العالية ، هذا عدا تكلفة الانتاج .(اعلاف ـ مياه شرب نقية ورسوم طرق) وغيرها
ودعا عضو هيئة علماء السودان شمس الدين علي خلف الله في حديث لـ(التحرير) التجار لتقوى الله والتيسير على المواطنين وعدم المغالاة في أسعار الأضحية رحمة بالفقراء ، وقال ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) .
وأشار الى أن الرسول قد ضحى بكبشين أملحين أقرنين عن اسرته وأهل بيته وآخر عن الفقراء والمساكين الى قيام الساعة .
وإقترح إشتراك (7) أسر في شراء إبل أو ثور للأضحية وإقتسامها فيما بينهم بدلا عن شراء كل أسرة على حدة للأضحية وبأسعار عالية .