وتلك معضلة تواجه الشعب السوداني ،بل وكل شعوب مايسمي بالعالم الثالث،وكأنها عندما طرح لها ان تختار ماترغب (ذكاء وكسل أم غباء وعمل) لم تجتهد كثيرا بل التقطت من الخيار الاول( الكسل) ومن الخيار الثاني اوله (الغباء) فستوطن عندها الكسل والغباء.
بينما إختارت دول العالم الاول من الخيار الاول مطلعه (الذكاء) ومن الخيار الثاني آخره( العمل)
فاصبحت شعوب العالم الاول تعشق الذكاء والعمل، ولذا كانت دول العالم الاول تبتكر وتنجز بينما دول العالم الثالث تنام وتحلم وتنتظر من يحقق لها تلك اﻷحلام .
الثورة الحقيقية والتغير المطلوب حقا هو ان نخرج من دائرة خيار الغباء والكسل، ولن يتحقق ذلك الا بوجود قادة اذكياء وشعب يعشق العمل ، فلا يعقل أن يحدث تغيير او تطور حتي ولو توفر الذكاء طالما أن هناك كسل كما لا ينتظر أن يحدث تغير طالما كان هناك غباء وإن توافرت الرغبة في العمل ، ﻷن الذكاء تحت مظلة الكسل تنظير وتخطيط ومؤتمرات وتصريحات بلا نتائج ملموسة وانجازات واضحة، كما أن العمل بغباء هو تخريب واهدار للثروات ليس الا.
إذن نحن في أشد الحاجة لقادة أذكياء يبتكرون طرقا جديدة تحفز الشعب وتشجعه علي العمل واﻹنتاج، ويبادرون بالتنفيذ ،حتي ولو اضطروا ﻹقامة شراكات ذكية مع شركات عالمية تستعين بالعمالةالسودانية وتساعدها علي تطوير قدراتها ، مثلما حدث من قبل في قطاع البترول والكهرباء مثلا.
نحن في حاجة لقادة يدركون أن التزاوج بين الذكاء والكسل زواجا غير شرعي ينجب انماطا من الفساد ، السياسي واﻹقتصادي واﻹجتماعي فيتحول الوطن الي بيئة تناسب اللصوص والمخادعين والمضاربين كما تنجب المتمردين والخونة وتجار الحروب، وهي للاسف البيئة التي تسيطر علي السودان حتي لحظة كتابة هذه السطور، ولاسبيل إلي الخروج منها اﻻ بالتخلص من الذين يتآمرون ضد التغير ولايقبلون أن يتحرر السودان من حصار الروتين السياسي واﻹقتصادي المستوطن في رؤؤس ابنائه من قادة اﻷحزاب السياسية وبعض قادته العسكرين.
شعارات الثورة كانت ذكية (حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب) ولكن لن تصبح شعارات الثورة حقيقة ماثلة وتغير ملموس مالم تلتزم الحكومة اﻹنتقالية بمجلسيها بذلك وتستوعب إنها هي القيادة الواجب عليها أن تكون ذكية و لها المبادرة للخروج بالوطن من دوائر الغباء والعجز إلي آفاق اﻹبتكار والجرأة والعمل واﻹنجاز الحقيقي.