الجيش في السودان إسمه قوات الشعب المسلحة..
فالطبيعي ان يكون داعما لخيارات الشعب في كل الاحوال،
وإن تكون كل امكانياته مسخرة لخدمة الشعب والوطن في حال السلم والحرب والطوارئ مثل السيول والامطار والجوائح الصحية.
إذن الوضع الطبيعي والمشاهد لكل جيوش العالم ان تنزل لﻹسناد القوي للحكومات في حال حدوث أي طارئ طبيعي او صحي او أي ضائقة مثل ضوائق المعيشة كأزمة الخبز والوقود، فقوات الشعب المسلحة واجبها الاول حماية الوطن وحراسة حدوده وأرضه من كل اعتداء و أن تكون في خدمة الشعب دائما ولا تعارض رغباته وخياراته ابدا، ولطالما كان شعار الجيش او قوات الشعب المسلحة هو (الله – الوطن) ممايعني أن ذلك الشعار العظيم يحدد بوضوح عقيدة الجيش ومهامه المقدسة.
عقيدة الجيش تصاب بالمرض وتتعرض للموت إذا سمحت قياداته بتسلل جرثومة السياسية وجوائح الشللية والقبلية واﻹنشطة التجارية أن تخترق صفوفه ومن ثم تشغله عن مهنيته واﻷلتزام بعقيدته وشعاره العظيم (الله -الوطن)
، ولكن مع ذلك من الحقوق المقدسة لقوات الشعب المسلحة او الجيش الوطني أن يمتلك مؤسساته وشركاته وفق استراتيجيته وخططه وبما يوفر له كل إحتياجاته في مختلف المجالات.
هناك ثمة التباس قد يحث إذا تجاوز الجيش الحدود المقبولة ﻹنشطة مؤسساته وشركاته ، فلا يعقل او يقبل أن تتجاوز مؤسسات الجيش وشركاته حدودها لتنافس او لتسحب البساط من الشركات والمؤسسات العامة للدولة او الشركات الخاصة المملوكة للافراد والمستثمرين في كافة المجالات اﻹقتصادية واﻹنتاجية والتجارية .
قوات الشعب المسلحة هي المؤتمنة علي سلامة الوطن وحمايته والمكلفة بحكم مسئولياتها بالتدخل في حال انحراف الحكومات المدنية واﻷحزاب السياسية عن جادة الطريق بتعريض الوطن للخطر المباشر ، مثلما عليها أيضا اﻹبتعاد عن ممارسة أي ضغوط أو اﻹمتناع عن مساعدة الحكومة المدنية في بسط هيبة الدولة وسيادة القانون أو تعطيل ولايتها علي كل الموارد اﻹقتصادية للبلاد واﻹشراف الكامل علي حركة المال في داخل كل المؤسسات والشركات العامة والخاصة وحتي المملوكة للجيش نفسه .
علي قادة الجيش او بتعبير ادق قوات الشعب المسلحة اﻻ يجعلوا الشعب يبحث او يتساءل عن قواته المسلحة إذا وقع اعتداء علي اراضي الوطن او حدوده او اذا حلت بالبلاد الكوارث مثل السيول واﻷمطار والفيضانات والجوائح الصحية فلايجد كتائب الجيش وإمكانياته وآلياته والتي يتوقع الشعب دائما أن تشكل اﻹسناد المباشر لجهود الحكومات والمنظمات المدنية، حتي لايقارن الشعب بين جيشه وجيوش دول مجاورة تنزل لﻹسناد القوي في حالة الطوارئ المدنية بإستخدام آلياتها وحتي طائراتها وجنودها في مواجهة الطوارئ ليصل انجاز تلك الجيوش إقامة المستشفيات الميدانية بل وتركيب المخابز ﻹنتاج مايكفي لمواجهة اﻷوضاع الطارئة.
الجيش السوداني ظل لعقود طويلة هو الجيش المهني اﻷول علي مستول جيوش العالم، ومن حق الجيش علينا جميعا أن يكون دائما في المقدمة وأن لا نسمح ﻷي جهة باﻹقتراب أو التسلل لتشويه صورته او اﻹنتقاص من هيبته وقداسته أو مجرد التشكيك في مهنيته وتلك مسئولية تضامنية تبدا من قيادة الجيش نفسه وتتنزل علي كل مؤسسات الدولة وتسود حتي بين عامة الشعب والمواطنين.