منذ مساء الخميس الماضي (3 بسبتمبر 2020م) تداول زوار المواقع الاسفيرية على نطاق واسع نصّ اتفاق قيل إنه الذي جرى توقيعه بين رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك و قائد الحركة الشعبية قطاع الشمال عبد العزيز الحلو.
ونُشرت ورقة الاتفاق وبتوقيع الرجلين، وانتشرت الورقة كانتشار النار في الهشيم في كل وسائل الإعلام المحلية والعالمية . وتناول عدد من كبار الصحفيين هذا الاتفاق في مقالاتهم وأعمدتهم الصحفية، حتى بعض الاحزاب تبنت مواقفها، وأصدرت بياناتها في ضوء هذا الاتفاق.
وعند عودة دكتور حمدوك من أديس ابابا بعد اجتماعاته الماراثونية مع الحلو، صدر البيان الرسمي، وتفاجأ الجميع بالاختلاف الجوهري بين البيان الرسمي والورقة الأولى التي انتشرت على أساس انها الاتفاقية الموقعة بين الطرفين!
واتضح للجميع أن الورقة الأولى لم تكن صحيحة، وأنها مزورة رغم ظهور توقيع الطرفين في صورة الاتفاق المزعوم، ولم يصدر المكتب الاعلامي لحمدوك أي بيان أو توضيح أو حتى مجرد اشارة لهذا الإرباك الذي حدث.
من المسؤول عن هذه الفوضى التي تحدث في مكتب حمدوك؟ ولماذا صمت المتحدث الرسمي أو المكتب الاعلامي لحمدوك كل هذا الوقت؟ ومن المستفيد عن هذه الضبابية في إعلان الاتفاق الرسمي في وقته المحدد؟
أسئلة كثير تدور، ولا نجد لها إجابات منطقية . والسؤال الأهم من الذي قام بنشر نص الاتفاق، الذي ظهر لاحقا أنه غير صحيح في وسائل التواصل باللغتين العربية والانجليزية؟ أليس في إمكانية المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن يصل إلى حقيقة ما جرى؟ ومن يقف وراء هذا العمل الخطير والخبيث؟
الصمت لا يجدى في مثل هذه المواقف، بل يزيد الموقف تعقيداً، ولن يصدقكم أحد بعد اليوم. انا وغيري من ملايين السودانيين نريد أن نعرف حقيقة ما جرى تداوله من ورقة على أنها الاتفاقية الموقعة بين الحكومة التي تمثلني وبين القائد الحلو، وصمتكم المريب لن يجدي، ولن يزيدنا إلا شكاً في أنها كانت هي الورقة الصحيحة، ولكنها سحبت في آخر لحظة، وتم استبدالها بالبيان الذي نشر بطريقة رسمية عبر أجهزة الدولة من إذاعة وتلفزيون. طالما انكم لا تريدون ان توضحوا كل الملابسات التي حدثت، وبشكل شفاف وواضح فمن حق الجميع أن يقولوا ما يشاؤون.
وعلى دكتور حمدوك أن يتخذ قراراً شجاعاً وقوياً بمساءلة مكتبه الاعلامي عن هذه الفوضى، وعدم الوضوح مع الشعب .
الصت لن يفيدك يا فايز السليك وطاقمه، من الذي نشر هذه الاتفاقية غير الصحيحة ان كنتم تعلمون ولا تريدون الافصاح فتلك مصيبة، وان كنتم لا تعلمون فمصيبتكم، ومصيبة السودان بكم أكبر.
لا حوله ولا قوة الا بالله.