إننا لا نستنكر قضاء الله وقدره ابدا.

نحن الحمدلله شعب مؤمن بالقدر خيره وشره.

لكن الذي عشناه شيئ يفوق الخيال.. فيضان لم نشهد مثله من قبل الا في ال fiction stories وأفلام الرعب.

فيضان عارم جاء غاضبا هائجا مزمجرا مباغتا من الهضبة الإثيوبيه وأهلنا الطيبين في غفلة من أمرهم فاحكم قبضته المارده التي تستعصي على كل قوة إلا قوة مرسله.

ولم يكتفي بمجراه فقط بل تتدفق بقوة في الشوارع العامة في القرى والحضر وتسلل بين الأزقه والبيوت.

فهاج وماج وكسر ودمر المساكن وزهق الأرواح.. وهلك الزرع والضرع وعاث بالأرض الفساد وهلك العباد واثقل كاهل البلاد التي اصلا مثقله بتحديات ومحن يشيب لها الولدان وحكايات ومناظر تقشعر لها الأبدان، وأطال البقاء مع المرارات القاسيه بثعابنه وتماسيحه كأن التماسيح الكيزانيه غير كافيه .

الحمدلله رب العالمين الذي لا يحمد على مكروه سواه.
ولكننا نتألم ونأسف لأن بلادنا لم تكن فقيرة، أكبر البلاد مساحة وخصوبة وموارد طبيعيه ومعادن بكل أشكالها ذهب، وفضه.

ومياه وبترول ، وموارد بشريه. لكن مشكلتنا الأساسيه السياسه .

عدم اهتمام الحكومات التي تعاقبت علي السودان منذ الاستقلال إلى الآن بالتخطيط العمراني. خاصه الدكتاتوريات التي أسقطت الديمقراطيات التي لم تمكث كثيرا لتنفيذ خططتها وبرامجها.

قاتلهم الله الذين حكمونا ثلاثه عقود ولم يكترثوا باسيفاء احتياجات المجتمع ولم يهتموا بالترسيم الصحيح للسيطره على النمو العشوائي في المناطق الهامشيه المحيطة بالمركز الحضري بل كانوا يتجاهلون تقييم الحياة العمرانيه وإيجاد الحلول للتضخم السكاني في العشوائيات بل كانوا هم جزء كبيرا من المشكله والمعاناة التي يعيشها أهلنا اليوم.

عندما تمكنوا نسوا ان السودان دوله ووطن للجميع ظنوها اقطاعيه تابعة للكيزان. استحلوا واستباحوا الأراضي ملكوا أجملها هم وأسرهم ووزعوا الأراضي الزراعيه عليهم أيضا. ام مجاري الأنهار والسيول عرضوها لاذيالهم سماسرة الأرض فوزعت وبعيت للغلابه بأغلى الأثمان كما قال ل:- الصحفي والاعلامي الشهير فيصل القاسم في برنامجه الاتجاه المعاكس يسأل عبد العاطي في النظام البائد لماذا قطعة أرض في في( السودان) أغلى من اي قطعه في العالم؟. وهذا لفسادهم الذي علم به كل العالم.

وفي نفس الوقت ارتفعت مواد البناء من حديد واسمنت في السماء فكانت بعيدة المنال من هؤلاء الضحايا… وبينما كانوا هم يبنون الشواهق داخل وخارج الوطن في ماليزيا ودبي غابات اسمنت كمشاريع استثماريه … وكانت فترة ما قبل انفصال الجنوب فترة ثراء التي جعلتهم كجهنم يقول لها هل امتلأتي تقول هل من مزيد… فلو كان هنالك حكم رشيد لتم التخطيط العمراني السليم بالبنية التحتيه من (مصارف وتشيد..) ولكن كانوا مشغولين باللهث وراء الفلوس والتهافت على كنز اكبر كميه من المال والثراء الحرام .

واهملوا الأقاليم بل اشعلوا فيها نيران الحروب فنزح الأهالي من قراهم غير راغبين في المدن لكن مجبرين.

فأصبحت العاصمه الخرطوم محاطه بالعشوائيات من كل جانب فتشوهت. وعندما جاء هذا الفيضان كشف عن سوأة- نظام الذين تمكنوا على حساب المغلوبين على أمرهم – فاذاب كل المنازل كما قالت:- صديقتي وهيبة طه عندما شبهت حال البيوت قالت بسكويت في الشاي.. سبحان الله لماذا لم ينهد سجن كوبر في روؤس ساكنيه الفاسدين الذين اعترفوا به كمسكن؟ لماذا لأن الحاكم الانجليزي كوبر اشرف على بنائه بإتقان وإخلاص من سنة ١٩٠٣ لحد الآن يتحدى الكوارث.

بينما انهارت الجسور و تكسرت الشوارع وسقطت مدارس والمرافق العامه التي بنيت في عهد الظالمين.

من البديهيات، لان الإجابة باختصار الحراميه الذين لا يخافون الله حتى في خلطة مواد البناء. الله لا كسبهم فكيف يستقيم الحال..

وهذا تحدي آخر لحكومة الثورة يجب أن تضع حلولا جذريه لهذا المشكل وإلا لا ندري ماذا يحصل غدا!! ولكي لايكون وطن الكرام مكانا للإعانات ولكي لا يكون النجوم في عين العاصفه.

الخسائر لا تحصى ولاتعد ولكن عند الله المدد وحسن والثواب وخير المرد، فصبرا اهلي عند الله لايضيع شيئ.. الرحمة الواسعه لشهدائنا الذين حصدتهم الإنقاذ.. جوعا وظلما وقتلا في الجامعات والمدن والقرى واماكن النزوح والذين قتلوا وحرقوا في ميادين الاعتصام وفي الطرقات والذين استشهدوا غرقا بالفيضانات.

قلبي يتقطع-الحمدلله رب العالمين.

حفظ الله السودان وأهله

مسقط
١٢ سبتمبر ٢٠٢٠