لا أحد ينكر حجم الكارثة الطبيعية التي أضرت
بالمواطنين وممتلكاتهم جراء السيول والفيضان، نسأل الله الرحمن الرحيم أن يتقبل
ارواح الشهداء بواسع رحمته، ويلطف بالمصابين، وبكل عباده لتجاوز أضرار هذه المحنة.
لابد من تقديم واجب الشكر والتقدير لكل الدول
والمنظمات التي تنادت لمساعدة أهل السودان وتقديم العون العاجل، والإشادة ممتدة
لأبناء السودان في الداخل والخارج الذين لم يقصروا في مد يد العون المادي والعيني
والعملي للمساهمة في درء أثار السيول والفيضان.
مثل
هذه الكارثة الطبيعية تحدث في كثير من بلاد العالم بأشكال مختلفة وتعجز
الحكومات مهما كانت إمكاناتها وقدراتها في السيطرة عليها، رغم الجهد العملي
التي تبذله للحدّ من المخاطر التي تسببها.
أذكر في عام 1988م أن الامطار والسيول
تسببت في كثير من الأضرار العامة، دون أن تحدث هوجة إعلامية كما يحدث الآن، وقد
انهار مرحاض المنزل الذي كنا نستأجره بحلة خوجلي، وفتحت لنا أسرة جارنا محيي
الدين الطاهر أبواب بيتهم العامر؛ لحين معالجة وضع المرحاض، بارك الله فيهم وفي
ذريتهم.
هذه الأيام استغل بعض الصحفيين والإعلاميين والمعلقين
الكارثة الطبيعية للهجوم على الحكومة الانتقالية، واتهامها بالفشل في درء آثار
السيول والفيضان، رغم علمهم بقصر فترة توليهم زمام الحكم، عقب فترة فشل معلوم استمر
على مدى ثلاثين عاماً، كما ااستغل بض المتضررين في المناطق العشوائية الذين يقطنون
في مجاري السيول؛ للمطالبة بخطط إسكانية في مشاهد مخزية.
على الجانب الاخر بثت إحدى الفضائيات إفادات لسودانيين
لا تخلو من “منٍ” لا يشبه طبيعة العون المقدم من البلد الذي تحدثوا
باسمه وذكر أحدهم “قيمة ” هذه المساعدات المادية!!.
مرة أخرى نحن نقدر كل الدول الصديقة والمنظمات
الإقليمية والدولية الذين أسرعوا بمد يد المساعدة للسودان بلا منٍ أو أذى، كما
نقدر جهود السودانيين في الداخل والخارج الذين جسدوا روح التكافل الاجتماعي الراسخة
في قيم وسلوك الإنسان السوداني الأصيل، فقط قصدنا التنبيه لبعض المواقف والمشاهد
التي تركز في السلبيات، وتستغل الكارثة بصورة مسيئة للإنسان السوداني.