عندما رحبنا بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام في دولة جنوب السودان جوبا نبهنا لضرورة البعد عن المحاصصة والمكاسب الخاصة، والإسراع بالعودة للسودان للمشاركة العملية في تحقيق السلام الشامل على الأرض ودفع استحقاقاته وسط المواطنين ولهم.
كما نبهنا من قبل إلى مخاطر طفح الخلافات الحزبية وسط قوى الحرية والتعيير على سطح الإعلام، ودعونا إلى معالجتها داخل الإطار التنظيمي للحفاظ على تماسك الحاضنة السياسية لثورة ديسمبر الشعبية.
للأسف مازالت بعض الأحزاب السياسية مصرة على مواقفها المختلفة دون مراعاة للاثار السالبة لهذه المواقف على تماسك قوى الحرية والتغيير.
ليس هناك اعتراض من حيث المبدأ على إشراك الحركات التي وقعت على اتفاق السلام في المؤسسات التشريعية والتنفيذية والمساهمة في استكمال مهام المرحلة الانتقالية بعودتهم للداخل لتنزيل السلام عملياً على أرض الواقع.
للأسف استغل بعض قادة الحركات المسلحة الخلافات الحزبية وسط قوى الحرية والتغيير للانقضاض عليها ووضع نفسها حاضنة لثورة ديسمبر الشعبية التي أنجزتها الجماهير الثائرة تحت قيادة قوى الحرية والتغيير .
أمر مؤسف ان يرتفع صوت مني أركو مناوي الذي كان مساعداً للرئيس الذي خلعته الجماهير الثائرة ليطالب في حوار أجرته معه صحيفة السوداني يوم الثلاثاء الماضي بحل مجلسي السيادة والوزراء واستبدال الحاضنة السياسية للثورة عبرهم وبهم!!.
مرة أخرى نؤكد أننا لسنا ضد مشاركة الحركات الموقعة على اتفاق السلام في الأجهزة التنفيذية والتشريعية لكن المرفوض هو محاولة الانقضاض على الثورة الشعبية تحت مظلة الانقلاب الناعم الذي بشر به مناوي، ويسعى غيره من الحالمين بالعودة من الشباك لاسترداد السلطة بعيداً عن إرادة الجماهير الغالبة.