الإخوة بصحيفة التحرير
يسرنياأن انقل لكم ردي علي الأخ الباشمهندس الطيب عطرون حول المقال المنشور بواسطته، الذي لاقي رواجاً واسعاً في وسائط التواصل الاجتماعي فاستحسنه البعض ولم يرق للبعض ايضاً:
– – –
الاخ الباشمهندس الطيب عطرون
لك التحية والتقدير
اولا نحييكم علي الرؤية الجيدة لقطاع الصمغ العربي الذي يحتاج إلي مجهودات عظيمة من الجميع، ويحتاج أيضا إلي عصا موسي منا للعلاج، وأعتقد أنك قد عرضت جذور المشكلة بشكل ممتاز، ووافٍ، وتحدثت عن المحاور المختلفة للموضوع المهم فلك كل التحايا والتقدير..
أخي رغم ذلك أسمح لي أن أعلق علي عدم دقة بعض ماورد من معلومات سعرية خاصة بسلعة الصمغ في السوق المحلي والعالمي، وقد وردت هذه المعلومات السعرية في مقالكم الرائع والطموح.
أولًا: عائدات الصمغ السنوية بالبلاد لم تصل الي ٢٥٠ مليون دولار إلا مرة واحدة في خلال فترة ٥٠ عاماً الماضية، ولدي كل الاحصاءات للوارد بالأسواق المركزية، وكميات الصادر لفترة ٧٥ عاماً منذ عام ١٩٤٥م، وحتي الشهر قبل الماضي (يوليو ٢٠٢٠) (راجع بيانات الدخوليات (الواردة في كل تقارير البحوث منذ ١٩٤٥م)، وبيانات سوق محصول الأبيض (بيانات يومية منذ عام ١٩٦٠م) وبيانات البنك المركزي المعروفة باسم CBO Foreogn Trade Statistics منذ العام ١٩٨٠م وبيانات شركة الصمغ العربي GAC annual reports للفترات المنتهية في العام ٢٠٠٩م، وبيانات مجلس الصمغ العربي الماخوذة من الجمارك من ٢٠٠٩م، وحتي ٢٠٢٠م (اغسطس) التي يعدها الاخ د.الصادق جابر للمجلس.
ثانيا: سعر الطن للصمغ العربي الذي ذكرت في مقالك أنه لم يتجاوز ٧ آلاف دولار .. فأكد لك ان هذا لم يحدث في تاريخ السودان (فأقصي سعر حققته السلعة كان سنة ١٩٨٨م، وقد كان بموجب قرار لجنة وزارة التجارة حينها التي رفعت السعر الي ٤٥٠٠ دولار للطن دون دراسة للسوق العالمي، فأظهر ذلك سوق البدائل للصمغ العربي في العالم حيث ظهر النشا والنشا المصنعة – الجلاتين (synthetic starch and gelatin) (راجع أوراقنا العلمية Mahmoud et.al.2016, 2017, 2010)
ثالثا: الكلام والأمنيات أن نجاح السلعة يكون في تحقيق عائدات للسلعة مقدارها 5 مليارات دولار، فهي أمنيات غير معقولة من وجهة نظري، وإن كانت طموحة جداً جداً، ونرجو ولو حلماً أن نصل إليها ولاأادري إن كان مقدور عليها في هذه الدنيا لأن أعلي turnover للسلعة علي مستوي فرنسا والدول السبع العظمي في تجارة السلعة لامريكا والمتعاملين النهائين للسلعة لم يتجاوز الثلاثة ارباع المليار حتي الان (٧٥٠ مليون دولار في احسن احواله) (راجع بيانات الUn comtrade 2019 وراجع Aamamaw 2016 Tarig et. Al 2016..
فإذا افترضنا ان العالم سوف يستورد منا ٧٠ ألف طن (دون أن يساور من أي دولة افريقيا أخري (وهي if3) ولنفترض أن الكمية كلها بدرة رزازية (وهي تمثل الان ٢٠٪ من الطلب العالمي) بقيمة الطن 15 ألف دولار للطن فان العائد للدول العظمي من صمغ السودان لن يتجاوز المليار دولار، ولبس ٥ مليارات كما أوردت ..
عموماً هي رؤية طموحة جداً وجديرة بالنظر والتمحيص، ونأمل أن يتحقق كثير منها بالعمل ( أقلها ٤٠٪ )، ولكن من المؤكد أنه لن تواتنا ليلة القدر لتحقيق ذلك، ولكن بالعمل الدؤوب والالتفاف حول الاستراتيجية الوطنية للصمغ العربي والأصماغ الطبيعية الاخري ٢٠٢٠-٢٠٣٠م يمكن ان نحقق قدراً كبيراً من ذلك ..
ورغم ذلك يا صديقي أحييك علي الرؤية الجيدة، وهي بلا شك دعوة إلى النهوض بالقطاع يجب ان ينبري لها الجميع،ولكم مني كل التقدير ودمتم انهرا تروي الحقول..
الامين العامً لمجلس الصنف العربي