اليوم الوطني لأيِ بلد، أحد أهم المحطات التي تحفز دوما على إعادة قراءة التاريخ، يمنحنا قدرا كبيرا من الإحساس بقيمة الاوطان، ويدفعنا إلى التبصر والنظر إلى ما يمكننا ان نقدمه، بإضافة امجاد جديدة لمسيرة الاجيال، هذا الإحساس يتقمصنى والمملكة العربية السعودية تحتفل بيوم الوطن، الذي يصادف اليوم (الأربعاء).
بلأمس عنت لي الفرصة لأقول عن المملكة ما كنت اتمناه، رداً لجمائلها علينا وعلى ملايين المسلمين، من مساهمتها في تحسن حياتهم، من خلال لقاء مصور مع (mbc) يبث بهذه المناسبة، حيث هاتفني الصحفي والإذاعي القدير الأستاذ ماجد الصقري مدير مكتب (mbc).. للحديث عن اليوم الوطني بعيون (مقيم)، باستضافة القناة في المنزل، تحدثت عن رحلة ابنائي التعليمية وكيف احتضنت المملكة احلامهم منذ ان كانوا صغار.. والآن دكاترة وحملة شهادات عليا وكيف كانوا يحتفلون ويتوشحون بأعلام المملكة في المدرسة ولا غضاضة في ذلك فالوطن وطنهم.. والأرض قبلة المسلمين؟ وكيف أتيح لهم ان يتم اختيارهم ضمن قائمة (الموهوبين) ويلتحقوا بمركز الموهوبين دون تفريق بين مواطن ومقيم، وعندما كرمت حرم امير منطقة المدينة المنورة.. ابنتي حافظة للقران.. واجزلت العطاء لها ولغيرها.. والان ايثار (دكتورة).
📍سألني مدير مكتب (mbc).. عن ارتباطي بالمملكة قلت: هذا العشق السرمدي.. في بلد لا يشبه غير، حين تحتويك عيون وقلوب اهل المملكة.. انه عشق لا فكاك منه.. وذكر له قول الامام الشافعي:
سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ-
وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ-
إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست-
والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب
وقلت ان اصبت حين حللت في المملكة، واتخذتها وطن، وتشعب الحديث التلفزيوني.. عن الذكريات.. عندما كنت بغرفة جدة وكان الرئيس الأمريكي الأسبق (جيمي كارتر) في زيارة لها وفوجئنا بنقص بعض معينات التصوير فالتفت الى الدكتور زامل أبو زنادة المشرف على مجلة التجارة، ومدير الاعلام الخارجي بوزارة التجارة ورئيسي، وقلت له سوف أنقذ الوضع واحضر (الناقص) الآن.. وذهبت مسرعا الى مركز الكورنيش التجاري، في وسط مدينة جدة القديمة، ولإحساسي بأهمية التكليف، وقفت السيارة على شارع الملك عبد العزيز وهو شارع رئيسي (اتجاه واحد).. ممنوع الوقوف فيه قطعيا، واتيت بحاجتي.. وإذا برجل الامن يقف بجوار السيارة في انتظار (المهووس) الذي يقف في قلب المدينة غاضبا هات الرخصة والاستمارة.. كيف (تقيف) هنا؟! رددت عليه ابشر وناولته ما طلب، وهمي ان يخلص الامر بسرعة والحق (كارتر)، واتبعت قائلاً انا أقدر عملك وعملي الذي دفعني لذلك..ايش عملك ؟
حكيت ليه زيارة الرئيس الأمريكي.. فما كان منه الا ان سامحني وقال لي اتفضل الحق عملك بالتوفيق؟ هذا العشق السرمدي المتبادل بين الشعبين، يجعلنا نقول الكثير ونذكر هنا وقفة المملكة الدائمة مع السودان وجسر الامداد المتواصل من مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية، الذي يقف سفير المملكة الأستاذ علي حسن جعفر بكامل همته راجلاً، في توزيع الإعانات للمتضررين من الفيضان. بالإضافة الى دعم المملكة للسودان اقتصادياً وتنموياً.