أحرص على متابعة أخبار وأحداث السودان عبر القنوات الفضائية ووسائط التواصل الإلكترونية والقروبات المجتمعية المختلفة.
شاهدت مؤخراً برنامج “بعيداً عن السياسة” بقناة النيل الأزرق الذي نجحت الإعلامية المتميزة إسراء سليمان في إستخراج بعض الجوانب الإنسانية والجمالية والتعليمية والمجتمعية والأسرية من حياة الإمام الصادق المهدي متعه الله بالصحة والعافية.
أحاول قدر استطاعتي تلخيص بعض الإضاءات المشرقة التي جاءت في إفادات الإمام الصادق وأبدأ بالإضاءة الأولى التي قال فيها باهمية التعبير عن مشاعر المحبة تجاه من نحب حتى لا تصبح حياتنا إلى “مسيخة”.
قال الإمام ان “حقيبة الفن” غنية بالأغاني الخالدة على مر الأيام وانه مُعجب بأغنية “بلاقي” لما فيها من صور جمالية وحميمية عاطفية، وأن حقيبة الفن جاءت عقب حكم المهدية التي أخذت الناس بالشدة لتكون استراحة مهمة أحدثت نقلة فنية في حياة الناس.
دافع عن ضرورة الطرب في حياتنا وقال إن التراث الصوفي إحتشد بالأنغام والإيقاعات التي ساهمت في نشر الإسلام في السودان وفي أفريقيا.
تحدث الإمام عن أهمية الرياضة وأنها ليست لعباً وأنها ضرورية لكل الاعمار للرجال وللنساء وحتى للمراة الحامل والمرضعة والنفساء، وأنه ظل يوصي أولاده بالصلاة والدروس والرياضة، وقال انه لايوجد عجوز بالعمر الإحصائي وان الإنسان لايشيخ إلا عندما يفقد حاسته العاطفية.
إنتقد المهدي زواج القاصرات ونفى ما يروجه البعض عن زواج الرسول “ص” من السيدة عائشة بينما كانت طفلة، وقال انها كانت راشدة عاقلة، وأن العقل شرط من شروط الزواج كذلك الرضا والقبول، وأنه لازواج بالإكراه وأنه يجوز للبنت أن تحضر العقد كما يجوز للمرأة حضور مراسم دفن الموتى.
قال الإمام الصادق ان هناك عادات ضارة ودخيلة علينا ولا علاقة لها بالدين مثل ختان الإناث الذي يتم ببتر جزء من جهازها التناسلي وهذا فيه تغيير لخلق الله والعياذ بالله، كما أن له اثار سالبة على حالتهن الصحية و النفسية والعاطفية والأسرية.
قال الإمام ان زواج السوداني بأجنبية كثيراً ما يفشل لان الرجل السوداني لايحسن معاملة زوجته أما زواج السودانية من أجنبي فإن فرص النجاح أكبر لأن الرجل الأجنبي يحسن معاملته لها
تحدث عن محطاته التعليمية بعد التحاقة بكلية فكتوريا التي تمرد عليهاخوفاً من غسيل المخ الذي خشي أن يحوله إلى إنجليزي أسود، منها انتقل لجامعة الخرطوم التي قال أنها كانت منارة قبل أن تجئ ما اطلق عليه نظام الإنقاذ ثورة التعليم التي أضرت بالتعليم العالي وهبطت بمستواه بصورة مزعجة.
تحدث بعد ذلك عن ظروف انتقاله إلى أكسفورد التي لم يكن يرغب في الالتحاق بها لكنه وجدها عامرة بالجمعيات والمناشط الفكرية والثقافية والرياضية والمحتمعية التي كان لها الأثر الواضح في تكوين شخصيته.
أشاد الإمام بالمرأة السودانية التي نجحت في المواءمة بين التحصيل الاكاديمي وبين إرثها السوداني، وتحدث عن ما أسماه فقه التجميل وقال إن أدوات التجميل السودانية صديقة للبيئة والطبيعة بينما ادوات التجميل الأجنبية مخالفة للطبيعة.
إختتم الإمام الصادق المهدي إضاءاته الغنية بالصقل الروحي مؤكداً بأن السودان على عتبة تاريخية كثيرة التحديات والمصاعب والمطبات قال أنها أشبه بمراحل التسنين الحضاري وأن السودان يستطيع بعدها الخروج إلى مرحلة جديدة تحقق تطلعات المواطنين في الديمقراطية والسلام والعدالة والتنمية المتوازنة والحياة الحرة الكريمة.