آه.. لو أن البجاويات أحداق القصائد
يمنحن العاشق العائد برقاً من عيون العامرية
امنحيني يا فتاة الشرق برقاً من عيون العامرية
لقنيني رقصة الشوتال والسيف المنمق
قربي لي رشفة البن وغني (يا بنية)
______________________________
هَا أنا أسْرجُ َخيلي
هَا أنا يَا وَطَني أسْرجُ خيلي
بعد أنْ واريتُ في مَزْبَلِة الغربة
ِفي لحَْظَةِ صفْوٍ وتَجلي
كُلَ أخْتَامي الَتي ظَلَتْ لِجَاما
والغَمًاماتِ الِتي غَطَتْ طِرِيقي
تَسْكُبُ الأنْواءَ حَوْلي
وأرَى الآنَ صَبًاحاتِكِ يا خُرطُومُ تَنْسَابُ
إلَى أعْمَاقِ ليْلي
تكْشِفُ المَحْجُوبَ عنْ عيْنِ العَتَامَةْ
تَزْرعُ الأضْوَاءَ في دَربِ الوُصُولِ
وتُنِيرُ الدَربً لِلْعَائدِ للفَجْرِ النَبِيلِ
لأرِيجِ العَبَقِ الفَائحِ مِنْ عطْرِ الشًهامَةْ
ولقد أحرقتُ أزيائي القديمة
لَمْ تَعُدْ أسْمَالُها الرثَة شَأني
بَعْدَ أنْ أوْدَعتُها قَاعَ القِمَامًةْ
وَنَسًجْتُ الآنَ ِمنْ نجمَك جُلْبَابي
وَمِنْ شَمْسًك طرَزْتُ الِعمَامَةْ
وأرَى فِي طَيْفِ مِرْآتك “زُولي”
واقْتَني مِنْ طُولِ أحْلامِك طُولي
واْرتَدِي مِنْ قَامةِ النَخلَةِ قَامَةْ
واْعْتَلي بْدَرك عرْشَاَ
تَاجُهُ سِفْرُ الفَخًامَةْ
مَجْدُه أنْشُودَةِ الْقِيثَار
ِ جِيلاً بَعْد جِيلِ
لِيُغَني بأهَازِيجِك يَا أرْوَعَ لُوْحَةْ
من مريدي السمحة نفحة
مِنْ نَخِيلِ البَاوْقَةْ لُوْحَةْ
مِنْ رِهَيدِ البِرْدِي لمَْحَةْ”
*******
هَا أناجئْتُك والشُوقُ دَلِيلي
هَا أنا يا وَطَني جئْتُك والشوقُ دَلِيلي
وهَوَى المَعْشُوقِ دًنّي وأكَالِيلِي وأقْدَاحِي
وإشْرَاقةُ رُوحِي وسَبِيلِي
هَزّني عِشْقُك يا مًحْبُوبُ حتَى نًضِبَ الصْبُر
ومَا عَادَ بِكْأسِ الصًبرِ بَاقِي
واْنثنىَ عني نَديمي وتَوارى قًمرُ الأُنسِ
بعيداَ علَهُ يَغْفُو عَلى وشْوَشَةِ الغَيمِ وأحْلامِ الأُفُولِ
ذهب السمار خلف القمر الغافي
ومَا عاد سوى أشباح ليل من خيالات رفاقي
لم يعد صوت المغني مثل ما كان
ولا ظل على الكاسات ساقي
فكسرت الكأس والقيد وحطمت وثاقي
وأتيت الأن أشكو من تباريحي
وشجوي واشتياقي
” يا حبيبي ظمئت روحي وحنت للتلاقي”
” فأسقني وأملأ من النور ليالينا البواقي”
هكذا كنت أغني.. كلما
تنقر في الروح عصافير القوافي
يانديم النيل سله كيف يبقى
عاشق النيل بعيداً عنه في قلب الفيافي
“ولماذا أنجبتني مريم الأخرى
وأهدتني المنافي”
************
ها أنا جئتك والشوق دليلي
ها أنا يا وطني جئتك والشوق دليلي
بعد أن بدد صبحي حلك الليل الطويلِ
جئت يا أقصى مرمي ومرامي
بحر عينيك الطفولي
وبقلبي يعزف النيل ترانيم وصولي
ونغم الأوتار في عزه وألحان الخليل
وصدى الطنبور يشدو “الله ليلينا
تاني ليلنا.. تاني ليلي
والربابات تغني “يا حليلك يا بلدنا..
ويا حليلنا .. ياحليلي “
******
ها أنا جئتك والحب دليلي
أتملا دفء عينيك هياما
أتعلا حينما تمتد في الروح مقاما
أتجلى .. بجلال الفرح الدافق
بردا وسلاما
وأرتوي من قبلة ولهى على ثغرك جاما
لأغني وأنا في صحوة السكر “وطنا
ياوطنا.. بتراب بلدي الأحنا
لو كتلنا الشوق في بعدك
وكنا غارقين في دموعنا
جينا راجعين ليك لعهدك
شان نشيلك في عيونا
ويبقى ودنا كله ودك
والسلام يبقى الإشارة
والأمان بحرن يحدك
ونلقى توريت في القطينه
والدويم أخت الجنينه
وشول يعيش في الميرغنيه
وميري في صحبة أمينه
*******
هكذا تمتد في كل المساحات سلاما
هكذا يا وطني تمتد في
كل المساحات سلاما
حينما تنساب من حلفا القديمه
من ربا كرمه على أجنحة التاريخ
من جوف الدفوفه
نغماً يصعد من صوت الطنابير
إلى قلب كريمة
قمراً تختال من وجه بعنخي
تعتلي البركل نسراً وحمامه
وإذا ما أذن الفجر وصليت الرغيبه
والمجاذيب على بابك صلوا
وأنبري الصوفي بالنوبة يشدو
ويهز الأرض حباً وهياما
وأنبرت من أفق الشمس “عجوبه”
لتعيد الجرس المسلوب من سوبا الخصيبه
فيذوب المادح الولهان عشقاً
” ياليالي الساده عودي.. بي نبينا طه جودي”
فتموج النخلة الشماء في دلقو الحبيبه
“حين حط المجد في الأرض دروبا
عزم ترهاقا وإيمان العروبه
عربا نحن حملناها ونوبا”
***
يا بلادي ها أنا جئتك والشوق دليلي
وهوى المعشوق عربون وثولي
أرتجي من وهج النيل مناره
ابتغي من ضوء عينيك إناره
قبساًْ يوقد للعائد نارا
ليرى في فلق النور ديار الأهل دارا
وأغني من ربوع العطبراوي
من بوادي السندس الأخضر من أرض البطانه
“حبي لريره الوديعه.. ولي ابلنا الفي المراعي
الشيوخ لو مجدوك.. بالمسادير والحكاوي
لبسك حردلو جوهر.. طرزك خرزات غناوي
والصغير من تب عارف.. غني بي ريد القضارف
********
ها أنا جئتك والبشر رسولي
ها أنا ياوطني جئتك والبشر رسولي
أرتدي زهواً جمال الألق المنسوج
من شمس بلادي
لأنادي يا حبيب القلب يا تؤم ذاتي
لم أعد وهماً كما كنت فقد عدت لذاتي
لم تعد أرصفة الميناء تغريني وقد عدت لذاتي
ووجدت الوطن المحبوب يرتد لذاتي
حينما يطرقني صوت المنادي
“عزه لو عز وصالك
لن ترى العين مثالك ..
في كمالك .. في جمالك
في صفاتك .. في خصالك”
****
يابلادي يا حنين الصدر يا أمي الحنونه
كم تدلهت إلتياعا وحنينا
يا بريق البدر يا أشراقة النفس أيا مهد أصولي
ها أنا أترع من كأسك ما يشفي غليلي
وأنا أبحث عن سترة تاجوج الموشى
بضياء القمر المشرق من وجه القلائد
من سنا معزوفة اللؤلؤ من تغر البهيه
آه.. لو أن البجاويات أحداق القصائد
يمنحن العاشق العائد برقاً من عيون العامرية
امنحيني يا فتاة الشرق برقاً من عيون العامرية
لقنيني رقصة الشوتال والسيف المنمق
قربي لي رشفة البن وغني (يا بنية)
فأنا استئشق الآن رياحين الأصيل
تحمِل الطِيب الأراكي بعطر الجننزبيل
أسمع الدوباي من صوت (المحلق)
وتهز النفس أقداحك يا تاجوج سكرا
من نبيذ العشق في ملحمة الِحب المعتق
ليرك النورس العائد للمحراب يشدو
بأناشيدك ياكجراي..في عشق مليحات السهول”
نورس “حط على بوابة الشعر يغني
“الحقول امتلأت .. قمحاً ووعداً وتمني”
عاد يا كجراي عصفوري كما شئت
“وضوء الفرح الأخضر عاد”
لن تلوثه الرؤى الغبراء لن يحلم
على درب المطارات بأوهام الرحيل “
*****
عاد عصفوري مع إشراقة الفجر إلى العش الجميل
عاد في ركب الفراشات ينادي “يا بلادي
هاهي الأرض تغطت برزاز الفرح المعسول
“تهفو لارتياد المستحيل”
لم تعد يابليل النيل شراعا للرحيل