كتبت أكثر من مرة منتقداً الشروط الظالمة التي فرضتها أميركا على السودان لرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للأرهاب، لكن للأسف ارتفعت أصوات مريبة تروج للتطبيع مع إسرائيل لرفع اسمه من هذه القائمة؛ لذلك باركت موقف رئيس وزراء الحكومة الانتقالية الدكتور عبدالله حمدوك الرافض لربط رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بشرط التطبيع مع إسرائيل.
الدكتور عبد الله حمدوك أكد مجدداً موقف الحكومة الانتقالية من التطبيع مع إسرائيل في تصريحات نشرت في صحيفة الفاينانياشيال تايمزقال فيها أن الولايات المتحدة الأميركية بضغطها على السودان لتطبيع علاقاته مع إسرائيل تهدد مسار الانتقال للديمقراطية.
يعلم القاصي والداني وحتى مجلس السلام الأميركي خطورة الضغط على الحكومة الانتقالية لاجبارها عنوة على التطبيع مع إسرائيل، خاصة بعد أن اقتلعت ثورة ديسمبر الشعبية النظام الذي تسببت سياساته في وضع السودان في الدول الراعية للإرهاب.
ينبغي أن يُفهم موقف الحكومة الانتقالية وفق ظروفها الموضوعية المحددة المهام ولا يؤوِّل تأويلاً سياسياً معادياً للولايات المتحدة الأميركية؛ لأنه موقف رافض للشروط المجحفة الظالمة التي فرضتها الإدارة الأميركية الترامبية العنصرية لصالح دعم الرئيس ترامب في الانتخابات المقبلة.إن التحديات والضغوط الداخلية والخارجية واستمرار التامر ضد الحكومة الانتقالية حتى من بعض المحسوبين عليها – بقوة الأمر الواقع – تهدد مستقبل السلام والديمقراطية في السودان.
هذه التحديات والضغوط تتطلب من قوى الثورة الشعبية من أحزاب ومهنيين وقوى مجتمع مدني، ومن التحقوا بمسيرة السلام، المزيد من اليقظة والحذر والتماسك والتضامن لمواجهتها ودعم الجهود اللازمة لدفع استحقاقات الإسعاف الإقتصادي كأولوية قصوى وعاجلةبعيداً عن الخلافات الحزبية والناطقية المتعجلة . لابد من استعجال الإجراءات والخطوات اللازمة لرفع المعاناة عن كاهل المواطنين دون الخضوع الأعمى لوصفة صندوق النقد الدولي أو السياسة التحكمية، وهناك تجارب ناجحة في جميع أنحاء العالم لنظام الإقتصاد المختلط والتعاوني يمكن إعتمادها والعمل على هديها للخروج من الضائقة المعيشية المدبرة ضد الشعب السوداني المعلم صانع الثورات.