وسائل التواصل اﻻجتماعي
لها الفضل في ربط المجتمعات بعضها ببعض، وفي تداول الأفكار، ومعرفة الأخبار
والتقارب الثقافي، وكشف الحقائق.
لقد بدأ التلفزيون عندنا في السودان بداية جيدة
وصحيحة… كان إعداد البرامج بطريقة علمية، وبخطوط وفقرات واضحة ﻻ يحيد عنها مقدم
البرامج، وبتأكيد من المخرج، ومسجلة ومراقبة من إدارة البرامج التي تتكوّن من إعلاميين
دارسين لفنون الإعلام، ويعرفون الكلمة وأثرها والفعل وردود الفعل والنواحي النفسية
والدينية واﻻجتماعية والعادات والتقاليد.
كان مقدمو البرامج في التلفزيون من الرعيل الأول
من الإعلاميين المشهورين، ومن أعلام المجتمع من الأدباء والفنانين والشعراء، وكان
للبرامج رؤية وهدف واضح. وكان الضيف يعرف الأسئلة التي سوف توجه له مسبقاً، ويكون
جاهزاً للإجابة عليها بموضوعية، بما يحقق فائدة المشاهد.
أما الآن، فإن معظم
البرامج بدون إعداد واضح، وتميل في معظمها إلى الونسة وطق الحنك، وبدون فائدة
كبيرة للمشاهد.
أما مقدمو البرامج الآن، فمعظمهم غير معروف
للمشاهد، وليس له علاقة مسبقة في ذهنية المشاهدة، إذ لا يعرف له إسهام في الأدب
والفنون أو في تقديم الأخبار والبرامج.
الكلام يطول في هذا
المجال، ولكن الشاهد أن اﻷسئلة المفخخة بسوء النية والمغلفة ﻻ تأتي من مقدم برامج
يحترم نفسه أوﻻً، ثم الجهاز الذي يعمل فيه، والمشاهد.
كان الأجدى والأنفع أن يسير التلفزيون وتقديم البرامج بخطوط ثابتة نحو الأفضل بتقديم وإعداد مخطط له ومتفق عليه، وفقرات برامج فيها تنافس وفائدة للمشاهد من ناحية المعرفة والمعلومة الجديدة التي ترفع من شأن الوطن، والتعايش المجتمعي السليم، وﻻ مجال فيها للأخطاء.
*مخرج تلفزيوني