تأليف: د. البشير أحمد محيي الدين
عرض: معتصم الحارث الضوّي
من منشورات الدار البيضاء للطباعة والنشر، صدر مؤخرا “معجم أعلام السودان- من 1820 إلى 1956” للدكتور البشير أحمد محيي الدين، الباحث في الدراسات الاستراتجية، والكاتب في العديد من الصحف والدوريات المتخصصة.
يهدف المعجم إلى التعريف والتوثيق المنهجي لشخصيات اضطلعت بأدوار مهمة في الحياة السودانية خلال ثلاثة حقب خلون من تاريخ السودان؛ هي الخديوية المصرية والمهدية والحكم البريطاني، ونظرا للعدد الهائل من الشخصيات التي تناولها الباحث النحرير، والذي يصل إلى 1650 شخصية عامة، فإنه يُعدُ إنجازا فائق الأهمية في الترجمات، ويغطي فجوة معرفية كبيرة في التاريخ الوطني السوداني.
تناول المعجم شخصيات من مختلف الجنسيات والأديان والأعراق التي عاشت في السودان في الفترة التاريخية بين 1820 إلى 1956، من سودانيين ويهود وأقباط وإغريق وإنجليز وأرمن وفرنسيين وبلجيك وأحباش وأمريكيين وشوام وأتراك. كما امتد الجهد البحثي إلى الحكام والقادة العسكريين والتجار والضباط والأدلاء والرحالة والشعراء وزعماء القبائل وغيرهم ممن تركوا بصماتهم في تاريخ السودان الحديث.
يُحمد للكاتب إيراده الأسماء حسب الترتيب الهجائي للتيسير على القراء، ويسترعي الانتباه في منهجية المعجم أن الكاتب لم يستخدم مصطلح “التركية السابقة” الشائع لدى الباحثين، وذلك لقناعته الراسخة بأن الأتراك لم يحكموا السودان، بل كان الحاكم محمد علي باشا وأبناؤه من بعده. كما أنه لم يستخدم مصطلح “الحكم الثنائي” لإيمانه بأن مصر لم تستعمر السودان بل كانت مستعمرة، ولذا يفضل الكاتب مصطلح “الحكم البريطاني المباشر”، والذي يراه أكثر دقة واتساقا مع الواقع التاريخي.
هذا العمل الموسوعي الضخم لا يقاربه في العمق والإحاطة إلا المعجم الذي وضعه البروفيسور ريتشارد هِل Richard Hill المؤرخ ومؤسس أرشيف السودان بجامعة درهام البريطانية، وذلك رغم خلطه في أسماء العديد من الأعلام، ولذا يمتاز معجم أعلام السودان للباحث السوداني د. البشير أحمد محي الدين من حيث الدقة وخلوه من الأخطاء المترتبة على الخلط بين الأسماء المتشابهة.
كما يتميز معجم أعلام السودان باحتوائه على بيبلوغرافيا تفصيلية تضمنت تعريفا بالمدن والقرى والأودية والجبال والقبائل السودانية، علاوة على سرد المعارك والأحداث في ثنايا السرد التعريفي بأعلام المراحل التاريخية الثلاثة.
اشتمل المعجم أيضا على تعريف وافٍ بنشأة الحركة الوطنية في السودان، والثورات ضد الاحتلال البريطاني، ونشوء الجمعيات السرية والثقافية، ومؤتمر الخريجين ورواد الحركة الوطنية. كما تطرق المعجم إلى التدخل الفرنسي في البلاد، وحادثة فشودة، والتدخل البلجيكي في جنوب السودان، والأطماع الحبشية في البلاد، وبذلك تكاملت الصورة لدى القارئ بتلك “الكبسولات المعرفية” التي توفر السياق الزمكاني الذي يربط الأحداث، ويؤطر لفهم أوّلي لشخصيات المعجم، ويُعين الباحثين على فهم السياقات التاريخية بصورة متكاملة بما يرفد المزيد من البحث المنهجي.
صدر للمؤلف من المؤلفات المطبوعة أيضا:
- تقارير المخابرات البريطانية عن الثورة المهدية في السودان.
- المنسي والمحكي من تاريخ السودان.
- على تخوم جبال النوبة: تاريخ مملكة تقلي.
- من سير الأجانب في جنوب السودان.
- تاريخ أقاليم جنوب السودان.
تجدر الإشارة إلى فراغ فريق متخصص من اللغويين من ترجمة معجم أعلام السودان وصدوره قريبا باللغة الإنجليزية.