قضية وضع إسم السودان ضمن قائمة الدول الرعاية لﻹ رهاب قضية مصنوعة بخبث استخباراتي امريكي ساهم سلوك حكومة العهد السابق في تمريرها واطالة الفترة الزمنية للعقوبات الصارمة التي ارهقت الشعب السوداني ولم تزل تؤثر سلبا علي حياته اليومية.
وعلي الرغم من اقتراب رفع تلك العقوبات إﻻ أن كثيرا من اﻷسف صاحب طريقة فرض تلك العقوبات ووضع السودان ضمن قائمة الدول الراعية لﻹرهاب، فحكومة السودان في العهد السابق منحت الولايات المتحدة الكثير من الحجج واﻷسباب التي سهلت عليها وضع السودان ضمن تلك القائمة ، ولعل الشعارات المتطرفة والجهاد المعلن يومها وتبني قيادة العالم اﻹسلامي واﻹسلام الحركي وفتح حدود السودان لدخول كوادر اسلامية عالمية شهيرة واستغلال حتي الهوية والجواز السوداني في نشاطات اضرت بسمعة السودان والصقت به وصمة اﻹرهاب . وذلك امر مؤسف جدا وهو اﻷسف اﻷول و الطويل.
اما اﻷسف الثاني و المقيم هو حكاية رفع اسم السودان من قائمة اﻹرهاب و الذي إرتبط بعدة بواعث لﻷسف أولها ربط رفع إسم السودان من قائمة اﻹرهاب بدفع مبالغ طائلة من الدولارات تعويضا ﻹسر ضحايا تفجيرات المدمرة كول والسفارتين ، ثم ربط رفعه من القائمة بالتطبيع مع إسرائيل ، ويتصاعد اﻹحساس باﻷسف عند اﻷطلاع علي تصريح الرئيس الامريكي ترامب وحديثه بزهو (لقد استطعنا الزام السودان بدفع 335 مليون دولار تعويضا ﻷسر ضحايا المدمرة كول ويمكن ان نلزمه للدفع اكثر فالسودان بلد غني بمواره) ليأتي تعقيب منافسه علي الرئاسة بايدن صريحا وواضحا( الزام الرئيس ترامب للسودان ومطالبته بدفع مبالغ مالية نظير رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية لﻹرهاب هو ابتزاز لبلد فقير ).
ثم أن تصريح رئيس الوزراء حمدوك بأن المبلغ المدفوع هو من حر مال الشعب السوداني وهو من عائد تصدير الذهب ، ولكن اﻷخبار حملت خبرا من المملكة العربية السعودية يقول أن المملكة تحملت مسئولية دفع مبلغ التعويضات بدلا من السودان. دون ان تصدر حكومة حمدوك مايؤكد او ينفي ماذكرته المملكة العربية السعودية.
يبدو أن التطبيع مع اسرائيل هوالشرط الفعال في مسألة رفع إسم السودان من تلك القائمة فلربما كان سببا معرقلا في حال تلكؤ الحكومة السودانية في إستجابتها لهذا الشرط ، ولربما كان سببا اساسيا في التسريع في تنفيذ رفع السودان من قائمة دول اﻹرهاب في حال إستجابت حكومة السودان وعلي وجه السرعة لهذا الشرط ولحقت بدول التطبيع، لأن التطبيع السوداني مع اسرائيل هدف انتخابي للرئيس ترامب وهو تعزيز ﻹنجازه ﻹكتساح اسرائيل لكل حصون المنطقة ودولها وانهاء الصراع المزمن في منطقة الشرق اﻷوسط واﻵرحج أن تكون استجابة السودان سريعة وفق الحسابات الداخلية والخارجية للحكومة اﻹنتقالية .